تكنولوجيا – السابعة الإخبارية
يشهد العالم في الفترة الأخيرة اجتياح الذكاء الاصطناعي وخاصةً في نهاية عام 2022 مع إطلاق روبوت المحادثة ChatGPT.
هذا الروبوت الذي أدهش المستخدمين حول العالم، نظراً لقدراته الكبيرة في محاكاة أساليب البشر وتقديم إجابات عن أي موضوع يطلب رأيه فيه.
وبالرغم من الانتقادات والتخوف من تأثيره على البشر، برز إلى الواجهة موخراً روبوت أو برنامج جديد يحمل اسم “Auto-GPT”، ويوصف بأنه أخطر وأذكى من “ChatGPT” وذلك رغم أنه لا يزال في مرحلته التجريبية.
سبب تشابه الاسمين
إن برنامج “AutoGPT” مبني على نفس التقنية التي تم على أساسها تصميم “ChatGPT”، وكلا البرنامجيْن يقومان بتنفيذ المهام بواسطة تكنولوجيا الـ “GPT”، التي تقدم مستوى متطور من الإجابات.
ما الذي يميز AutoGPT عن سلفه؟
الـ “AutoGPT” يختلف عن “ChatGPT”، من حيث قدرته على التصرف دون الحاجة إلى تدخل العنصر البشري لتحفيز كل إجراء أو مطلب، فهو يمنح في إجاباته تصوراً شاملاً للأحداث.
فمثلاً إذا قام أحد المستخدمين بتكليفه بمهمة التخطيط للسفر إلى دولة معينة، فإن إجابة “AutoGPT” تكون شاملة من حيث تقديم معلومات عن الدولة المنوي السفر إليها، وعن تذاكر الطيران والفنادق، إضافة الى أمور أخرى مرتبطة بالسفر، وذلك لقدرته على التواصل مع خدمات أخرى من دون تنظيم، في حين أن الإجابة التي يقدمها “ChatGPT”، تكون على نطاق أضيق ليقوم بتقديم المزيد من المعلومات في حال طلب المستخدم ذلك.
“AutoGPT” يعتبر نقلة نوعية مقارنة بـ “ChatGPT”، إذ أنه برنامج لا يعطي أفكاراً فقط، بل يمكن إخضاعه لتعديلات تجعله قادراً على تنفيذ بعض المهام، مثل إرسال رسائل وتشغيل بعض الأوامر على الكومبيوتر، معتبراً أن هذا التطور أمر رائع.
ولكنه في الوقت نفسه خطير الى أبعد الحدود، نظراً لقدرته على إحداث ضرر في حال تمت برمجة “AutoGPT” للقيام بذلك، كون برامج الذكاء الاصطناعي المتوفرة حالياً، لا تملك القدرة على تنفيذ قرارات من تلقاء نفسها، بل يتم تلقينها بفكرة معينة لتقوم هي بترتيب كل المهام المرتبطة بهذه الفكرة.
لغة تصميمية مفتوحة المصدر
إن “Auto-GPT” يعتمد على لغة تصميمية مفتوحة المصدر، تتيح له الوصول الى المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت بشكل مباشر، وهذا الأمر يمنح القدرة على تحليل المعلومات بشكل أكبر من “ChatGPT” الذي يعتمد على خوارزميات، تم تصميمها للبحث عن إجابات ضمن داتا بيانات ضخمة، ولكنها تبقى أقل من تلك المتوفرة على شبكة الإنترنت.
بحاجة للتطوير”Auto-GPT”
يعتبر أذكى من “ChatGPT” بسبب قدرته على استيفاء المعلومات من عدة مصادر، حيث أنه يستمر بعمليات البحث على شبكة الإنترنت، حتى يصل الى المعلومة المطلوبة، في الوقت الذي يكتفي فيه “ChatGPT” بإعلام المستخدم عن عدم قدرته على الوصول الى جواب، مشيراً الى أن “Auto-GPT” تم تصميمه من قبل توران بروس ريتشاردز، وهو يحتاج للمزيد من التطوير حتى يصبح منتجاً موثوقاً.
أضرار “Auto-GPT”
المخيف في “Auto-GPT” هو أنه يمكن تكليفه بتنفيذ هدف معين، وبالتالي في حال قام هاكر خبيث بتكليفه بتنفيذ أمور شريرة، فإنه سيقوم بتلبية الطلب، بعكس “ChatGPT” الذي تمت برمجته لمواجهة هكذا محاولات، لافتاً الى إمكانية ضبط هذا الخلل في “Auto-GPT”، من خلال إدخال بعض الضوابط البرمجية، وهذا ما يشير الى وجود أمور يجب توضيحها وفجوة يجب معالجتها، كي لا تقع برامج الذكاء الاصطناعي في الأيادي الخطأ.