الإمارات – السابعة الإخبارية
تحت شعار “ذكرى ووحدة ونهضة”، وإحياءً لذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي التي تعود لعام 1994، اجتمعت كلاً من الجالية الرواندية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمسؤولون الحكوميون وأعضاء السلك الدبلوماسي، وأصدقاء رواندا في 13 مايو في دبي.
وعليه تم تنظيم فعالية إحياء الذكرى لتكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية، والإشادة بقدرة الناجين على الصمود والتفكير في إعادة إعمار رواندا، والدعوة إلى تجديد الالتزام بـ “لن تتكرر أبدًا”.
ذكّر سعادة إيمانويل هاتيجيكا، سفير جمهورية رواندا المنتهية ولايته لدى دولة الإمارات – في كلمته أمام الحضور الذي تعدى 300 شخص – أن الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد التوتسي كانت نتيجة لخطة إبادة طويلة الأمد زُرعت بذورها في ظل السياسة الاستعمارية الشنيعة “فرّق تسد” التي اتبعها النظامان المتعاقبان بعد الاستقلال في الستينيات مستهدفان مجموعة واحدة هي التوتسي.
وأوضح سعادة السفير ” أُجبرت العديد من عائلات التوتسي على النفي دون حق العودة إلى الوطن، وقُتل العشرات في مناسبات عديدة من عام 1959 حتى ذروة الإبادة الجماعية عام 1994 في إطار اختبار خطة الإبادة الجماعية”.
واستكمل العوامل التمكينية للتحول الملحوظ في رواندا: “أُقيمت رواندا الشسحديثة من دولة مدمرة في عام 1994 بنسيج اجتماعي واقتصادي وسياسي متهالك إلى دولة متحدة تتطور باستمرار ولها مستقبل واعد، كان علينا اتخاذ خيارات صعبة للغاية على طول الطريق، ونتقدم بالشكر إلى الناجين المتفانين في تضحياتهم الذين وهبونا المغفرة وقبلوا المصالحة، كما نشيد بالرجال والنساء المتفانين بقيادة فخامة الرئيس بول كاغامي الذين حاربوا نظام الإبادة الجماعية وأوقفوا الإبادة الجماعية ضد التوتسي”.
وفي معرض التفكير في الحاجة إلى مكافحة إنكار الإبادة الجماعية، أخبر سعادة السفير الحضور أنه سيكون من الخطأ الفادح التزام الصمت في مواجهة إنكار الإبادة الجماعية، المرحلة الأخيرة من الإبادة الجماعية.
وأضاف قائلًا: “ما زلنا نرى اليوم مجموعات من المنكرين والمحرفين يتنكرون أحيانًا كخبراء يواصلون نشر روايات كاذبة بهدف تشويه التاريخ، ولا تزال أجراس خطاب الكراهية إلى اليوم تدق في أجزاء مختلفة من القارة الأفريقية والعالم؛ هذا مقدمة لأسوأ ما يمكن أن تواجهه البشرية، ينبغي أن تكون الذكرى الـ29 للإبادة الجماعية لعام 1994 ضد التوتسي بمثابة نداء من شأنه إيقاظ المجتمع الدولي لمواجهة إنكار الإبادة الجماعية بالوحدة والعزيمة الكاملة”.
كما أكد سعادة السفير على أن إحضار الهاربين من مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية هو عمل غير مكتمل بنفس القدر ويتطلب تعاونًا دوليًا، داعيًا جميع الدول إلى بذل كل جهد ممكن للقبض على جميع المشتبه في ارتكابهم جرائم الإبادة الجماعية الذين ما زالوا طلقاء ووضع قوانين تجرم فكر الإبادة الجماعية.
أعرب سعادة الدكتور فهد التفاق، مدير عام إدارة الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن تضامن دولة الإمارات مع رواندا والناجين من الإبادة الجماعية: “نجتمع هنا اليوم لإحياء الذكرى ونقل خواطرنا إلى رواندا في الذكرى الـ29 للإبادة الجماعية عام 1994 ضد التوتسي”.
وأضاف: “نوجه دعواتنا بقلب منفطر مع الناجين الذين ما زالوا يعيشون مع صدمة الإبادة الجماعية ومع العائلات التي فقدت أحبائها، ومن المهم عندما نتأمل الماضي أن نلزم أنفسنا أيضًا بالمستقبل الذي لن تحدث فيه مثل هذه الفظائع مرة أخرى، لابد أن نسعى لبناء مجتمع يقوم على مبادئ الوحدة والمصالحة”.
كما تضمنت فعالية إحياء الذكرى شهادة جريس موكاسيكورو، إحدى الناجيات من الإبادة الجماعية التي سردت المحنة المروعة التي مرت بها خلال الإبادة الجماعية وكيف وجدت القوة والأمل لبناء حياة جديدة.
وستستمر فترة إحياء الذكرى، التي بدأت في 7 أبريل 2023، لمدة 100 يوم حتى 4 يوليو تحت شعار “ذكرى ووحدة ونهضة”.