متابعات- السابعة الإخبارية
خلال 20 عامًا، قدمت الفنانة المصرية ناهد شريف، أكثر من 100 عمل، كان أبرزها ظهورها في أدوار الإغراء، وهو ما يفسره البعض بالتهور الفني، بسبب المعاناة والقسوة التي مرت بها خلال حياتها منذ الطفولة وحتى رحلت مريضة بالسرطان.
من أجل أن تكون أم، تزوجت ناهد شريف من اثنين من الفنانين، بفارق في العمر يصل إلى 25 سنة، للتلقى صدمة برفضهما وجود حمل، بسبب أولادهما من زيجاتهما الأولى.
وبعيدًا عن التهور الفني، كان التهور الشخصي في حياة ناهد شريف، أكثر جرأة، حيث تزوجت من شخص لبناني، رغم أنه يحمل ديانة مختلفة، لتنجب نجلتها الوحيدة منه.
وبعد سنوات قليلة من الزواج، تخلص الزوج من حياته بعد أن ألقى بنفسه من برج القاهرة، وفقًا لوسائل إعلام حينها.
ما بين أدوار الإغراء، والأفلام التجارية، تدور حياة ناهد شريف الفنية، وقادتها هذه النوعية من لتسجل نفسها في تاريخ السينما العربية، كأثر فنانة جريئة، خاصة بسبب ظهورها عارية في بعض الأعمال.
ناهد شريف.. طفولة يتيمة
في 1 يناير 1942.. ولدت سميحة محمد زكي النيال، الشهيرة بـ ناهد الشريف، في محافظة الإسكندرية، وهي الأبنة الوسطى بين 3 فتيات.
انتقلت ناهد شريف مع عائلتها إلى القاهرة، لتعيش في حي الزمالك، وتلتحق بمدرسة “ليسيه” الفرنسية.
بدأت أزمات ناهد، بإصابة شقيقتها الصغرى بمرض شلل الأطفال، وكادت أن تصاب به أيضًا، لولا علاجها مبكرًا، ما جعله تعاني من صعوبة في تحريك يدها اليسرى.
في عمر 8 سنوات، تلقت ناهد شريف، صدمتها الجديدة، عندما فارقت والدتها الحياة، يوم زفاف شقيقتها الكبرى إيناس، لتصاب بحالة من الحزن لازمتها لفترات طويلة.
وفي عمر 14 سنة، توفى والد ناهد شريف، ضابط الشرطة، لتتوالي الصدمات، وتبدأ رحلتها نحو الحياة منفردة.
أرادت صديقة العائلة الفنانة زبيدة ثروت، أن تُخرجها من حالة الحزن والاكتئاب، بأن تقودها نحو الوسط الفني، خاصة أنها كانت تحلم أن تصبح مطربة مشهورة، واختارت اسم ناهد شريف.
فيلم “حبيب حياتي” سنة 1958، من إخراج نيازي مصطفى، كانت بداية ناهد شريف مع الفن، بعد أن قدمها مدير التصوير وحيد فريد، إلى لفنان عبد السلام النابلسي، فمنحها دورًا صغيرًا.
حسين حلمي.. زوج ناهد شريف الأول
لا أحد يعلم، هل كان بسبب حالتها النفسية بعد وفاة والدها منذ 5 سنوات، أم أنها تبحث عن أهداف فنية طموحة.. في عمر 18 سنة، قبلت ناهد الشريف الزواج من المخرج حسين حلمي، رغم فارق العمر بينهما 20 سنة.
الزواج كان بعد عمل مشترك في فيلم “تحت سماء المدينة” عام 1961، كان سببًا في تغيير مسار مشوارها الفني، وأدى إلى إحداث نقلة اجتماعية وفنية حيث ظهرت في أفلام عديدة، قبل أن تنفصل دون كشف الأسباب.
كمال الشناوي.. زوج ناهد شريف الثاني
يبدو أن فيلم “تحت سماء المدينة”، هو محور حياة ناهد شريف، حيث تكشف الروايات، أن الفنانة المصرية، وقعت في حب بطل الفيلم كمال الشناوي، دون أن تكشف عن ذلك وظلت تخفيه.
وعقب طلاقها من المخرج حسين حلمي، اتصلت بالفنان كمال الشناوي لتقابله، وسألته عن سبب ضرورة أن يأتي طلب الزواج من الرجل وليس المرأة، فأوضح لها أن ذلك يعد تكريمًا للمرأة، حتى تكون صاحبة الرأي والاختيار.
في عام 1973 وبعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم “نساء الليل” بطولة الشناوي وناهد، ورغم أنه يكبرها بـ25 عامًا، قبلت أن تكون الزوجة الثانية له، قبل أن ينفصلا بعد ست سنوات.
جرجيان زواج ناهد شريف الثالث
يبدو أن ناهد شريف، تشبعت من حنان الأب في زيجاتها السابقة، فقررت البحث الزواج من اللبناني إدوارت جرجيان، الذى كان يصغرها فى السن، وأحبته و تزوجته، رغم أنه يحمل ديانة أخرى غير الإسلام، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة “لينا”.
وعندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان، تخلص إدوارت من حياته في القاهرة، عندما ألقى بنفسه من بناية فندق شهير بعد شعوره باكتئاب.
مرض الموت.. وفاة ناهد الشريف
في عام 1979، واجهت ناهد شريف صدمة تلو الأخرى، بدأت بتعرضها لمرض سرطان الثدي، ثم تخلى زوجها عنها، وتركها في لبنان وحيدة، وتقطع فترة علاجها بعد أن نفدت النفقات اللازمة للإقامة، وتعود للقاهرة.
ورغم طلاقها من كمال الشناوي، لجأت إليه وأبلغته أنها بحاجة إلى إجراء عملية جراحية تستلزم السفر إلى الخارج خلال 48 ساعة، ليأخذ أوراقها، ويتمكن من الحصول على قرار علاجها على نفقة الدولة.
وسافرت ناهد إلى السويد، ونجحت العملية، وعادت للقاهرة تمارس حياتها بطبيعية، قبل أن يهاجمها السرطان من جديد، وضرورة إجراء جراحة في لندن.
اضطرت للعمل وخاصة الأفلام التجارية، لاستكمال تكاليف رحلة العلاج، وعندما سافرت طلبت من زوجها مرافقتها، إلا أنه استغلها في جمع المساعدات المالية بحجة علاجها.
في 14 ديسمبر 1980، وتحت عنوان “مأساة ناهد شريف”، ذكرت مجلة “آخر ساعة”، قبل رحيلها بـ4 أشهر، أنها تعيش وحيدة وسط الدموع والوحدة في فراش المرض في لندن.
ولجأت إلى السفارة المصرية، لتحصل على الطلاق من زوجها اللبناني، ووفرت لها السفارة شقة بميدان “ميدل سيكس” في لندن، وبعد قضائها 4 أشهر للعلاج، رأى الأطباء أن عودتها إلى القاهرة قد تفيد حالتها النفسية، خاصةً مع استحالة شفائها.
وقبل رحيلها بيومين زارها الفنانة نادية لطفي، وزوجها السابق كمال الشناوي، حيث أوصت بأن تتولى شقيقتها الكبرى تربية ابنتها، وإجراء جنازة في أضيق الحدود.
وفي 7 إبريل 1981، رحلت ناهد شريف، في عمر الـ43 عامًا، بعد معاناة مع السرطان لمدة 5 سنوات.