شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عل ضرورة أن يتأخذ الدول الأعضاء، الإصلاحات اللازمة للاستعداد لوباء من المرجح أن يحدث قريبًا.
وقال تيدروس، خلال الجمعية العمومية للمنظمة، أمس الاثنين، يجب على الدول الأعضاء، الوفاء بتعهداتها السابقة، بزيادة تمويل المنظمة التابعة للأمم المتحدة، من أجل مواجهة أي أخطار مقبلة.
وتتفاوض الدول الأعضاء في منظمة الصحة وعددها 194 دولة حالياً على إصلاح القواعد الملزمة للدول، في حال وجود تهديد صحي عالمي. وكذلك تعمل على صياغة معاهدة أوسع، للتعامل مع الجوائح المقرر التصديق عليها العام المقبل.
الوباء الجديد يحدث قريبًا
وفي الوقت الذي تم إنهاء حالة الطوارئ العالمية، المتعلقة بجائحة كوفيد-19، وفق “رويترز”، قال جيبريسوس في كلمة للدول الأعضاء: حان الوقت لدفع المفاوضات الخاصة بمنع الجائحة التالية.
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إل أنه لا يمكنا تأجيل هذا، قائلًا: “الوباء القادم من المرجح (أن يحدث قريباً)، وإذا لم يتم تنفيذ التغييرات اللازمة، فمن سيفعل ذلك؟ وإذا لم ننفذها الآن، فمتى؟”.
ورأى أن التزام الجيل بأي اتفاق يتعلق بالأوبئة، أمر مهم، حيث أن الجيل الحالي هو الذي اختبر مدى فظاعة فيروس صغير “كورونا”.
ومن المقرر تطرق الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية، التي تستمر 10 أيام في جنيف، تزامنًا مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة، للعديد من التحديات الصحية العالمية بما في ذلك الأوبئة المستقبلية.
لا توجد أعراض أو مؤشرات لوجود وباء جديد
“لا توجد أي أعراض أو مؤشرات حول وجود وباء جديد.. المنظمة تحذر من الأوبئة من أجل الوقاية”.. وفقًا لمستشار رئيس جمهورية مصر، لشئون الصحة والوقاية، الدكتور محمد عوض تاج الدين
وقال عوض تاج الدين خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى، في برنامج “على مسئوليتي”، المُذاع عبر قناة “صدى البلد”: “رصد أي أوبئة من المحتمل انتشارها يدخل في إطار عمل منظمة الصحة العالمية، على غرار ما حدث في كورونا”، مشيرًا إلى أن بيان المنظمة يهدف لتوخي الحذر”.
دراسة تتبع الفيروسات
وكشفت دراسة حديثة لمراكز البحث في الأمراض المعدية الناشئة (CREID)، أن تغير المناخ يلعب دورا رئيسيًا في انتشار الفيروسات، حيث درجات الحرارة الحارة، والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وحركة الأنواع الاستوائية تخلق ظروفا أولية، لحدوث تزعزع فيروسي.
وتملك مراكز البحث في الأمراض المعدية الناشئة، فرقا في 8 مراكز حول العالم لتتبع فيروسات كورونا المختلفة، وفقًا لـ”بزنس إنسايدر”.
وتعتبر فيروسات كورونا، عائلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب أمراضًا خفيفة إلى متوسطة في الجهاز التنفسي العلوي لدى البشر.
وحسب الدراسة، تسبب عدد قليل من فيروسات كورونا الجديدة على البشر، في تفشي المرض على نطاق واسع.
ماذا يحدث؟
في فبراير الماضي، عقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعا عاجلا بشأن فيروس “ماربورغ”، المعروف بـ”المرض الفتاك”، الذي يقتل 90 بالمئة من المصابين به، بعدما أعلنت غينيا الاستوائية أول تفشٍّ للمرض بها، ووفاة ما لا يقل عن 9 أشخاص.
في يناير، ثار الحديث حول مستقبل انتشار “إكس بي بي.5.1” المتحور عن “أوميكرون كوفيد”، المتحور بدوره من سلالة متحورات عن فيروس كورونا، بعد ظهور حالات مصابة به في بريطانيا.
ملامح الوباء القادم
يرجح أستاذ المناعة في جامعة أكسفورد بإنجلترا، وعضو فريق تطوير لقاح إسترازينيكا، أحمد سالمان، ظهور “وباء جديد” قريبا، مرجعا توقعه إلى:
– طبيعة وأسلوب الحياة الحالي.
– التعامل مع الحياة البرية بصورة خاطئة.
– سرعة التنقل والسفر.
يستهدف الجهاز التنفسي
عن طبيعة هذا الوباء، ينتظر سالمان أن يكون “تنفسيا” على غرار كورونا والإنفلونزا بأنواعها، مستندا إلى وقائع حدثت العشرين عاما الماضية بظهور 3 أمراض تنفسية وهي: إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير، الإنفلونزا الموسمية الشديدة.
هذه الأنواع من الأوبئة يصعب السيطرة عليها، لأنها تنتشر بالتنفس، كما يوضح عضو فريق تطوير لقاح آسترازينيكا.
25 فيروسًا خطيرًا
مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد في القاهرة، الدكتور محمد عز العرب، يتحدث عن وجود ٢٥ فيروسا خطيرا يمكن أن يؤدي أي منها لظهور “وباء جديد”.
يرجح بدوره “ظهور جائحة جديدة” سببها فيروس من عائلة كورونا وتحوراتها، والتي تسببت سابقا في 3 أوبئة، هي:
– الالتهاب الرئوي الحاد “سارس” عام 2003، بدأ من جنوب شرق آسيا وانتشر لبقية العالم.
– المتلازمة التنفسية للشرق الأوسط 2012، وكان عدد الإصابات محدودا لكن نسبة الوفيات 30 بالمئة.
– كوفيد-19: ظهر في وهان بالصين 2019، وانتشر للعالم، مصيبا ملايين الأشخاص، وقتل 7 ملايين شخص حسب البيانات المعلنة.
كيف يستعد العالم لـ “الوباء”؟
استفادة من تجربة التعامل مع فيروس كورونا، يحدد أحمد سالمان الوسائل اللازمة للحد من انتشار وآثار أي وباء جديد، ومنها:
– تأسيس مراكز علمية للكشف عن الفيروس بشكل مبكر ومعرفة تركيبه الجيني لسرعة إنتاج لقاح أو علاج.
– التجهيز لتصنيع اللقاح على نطاق واسع.
– الاستثمار في البحث العلمي.
– التعاون بين الجهات الرقابية على مستوى العالم.
– التنسيق مع المنظمات العالمية لنشر الوعي للسيطرة على الوباء قبل الانتشار.
أشبه بـ”تهديد نووي”
وفق عز العرب، فإن خطورة تهديد الفيروسات المسببة للأوبئة “تماثل الأسلحة النووية”، مستشهدا بتجربة فيروس كورونا وضحاياه.
لإدراك العالم لذلك، يلفت إلى أنه خلال العام القادم سيتم وضع آلية دولية لمواجهة “التهديد الفيروسي”، يتم اعتمادها من الأمم المتحدة، وتتضمن التصور التالي:
كيفية التعاون بين الدول.
إلزام كل دولة بالإعلان الفوري عند أي مرض “غامض” أو متحور لمرض معروف.