متابعات- السابعة الإخبارية
صدح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، بأنشودة أمام حشد من أنصاره الذين تجمعوا قرب منزله بإسطنبول بعد إعلان فوزه بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وفي منطقة إسكودار، اعتلى أردوغان وعقيلته أمينة، حافلة وغنى أنشودة، هذا بعض ما جاء فيها من كلمات “لمن يسمع ومن لا يسمع، ولمن يسأل ومن لا يسأل، نقول له: نحبه.. نحبه.. نحبه”.
وفي كلمته التي ألقاها خلال المناسبة، قال أردوغان “نتقدم بجزيل الشكر للشعب التركي النبيل، نحن عشاق إسطنبول معها بدأنا مسيرتنا ومعها سنستمر”، مضيفا “أشكر شعبي الذي مكنني من فرصة تحمل المسؤولية تجاهه لمدة 5 سنوات”.
وفي وقت سابق، فاز أردوغان بولاية رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات بعد حصوله على 52.87% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، بينما حصل منافسه كمال كليجدار أوغلو على 47.13%، وذلك بعد فرز 99% من الأصوات، وفق نتائج أولية.
وذكر أردوغان فيما بدا أنه “خطاب الاحتفال بالفوز” وهو واقف على متن حافلة صغيرة في إسطنبول:
نحن عشاق إسطنبول، معها بدأنا مسيرتنا ومعها سنستمر.
الانتخابات الرئاسية شهدت إقبالا من شعبنا.
شعبنا جعلنا نعيش عيدا ديمقراطيا، فشكرا لشعبنا.
أهنئ رجالنا ونساءنا وشبابنا وكل من بذل جهوده في سبيل قضية العدالة والتنمية.
إن شاء الله سنكون على قدر الثقة التي منحتمونا إياها.
هذه المسيرة المباركة لن تتوقف، من يخدم الشعب لا يهزم أبدا.
تركيا أمانة في أعناقنا.
فوزي بالانتخابات الرئاسية تكريس للديمقراطية.
أعتقد أن حزب الشعب الجمهوري سيحاسب كمال كليجدار أوغلو على تسببه في خسارة الانتخابات.
أمامنا عام 2024، الانتخابات المحلية سنكسبها.. لا توقف، سنعمل كثيرا.
كملتنا القادمة ستكون من القصر الرئاسي في أنقرة وسنوجهها للعالم بأسره.
وحسب النتائج النهائية، التي نشرتها وكالة الأناضول للأنباء، فقد حصل أردوغان على نحو 52 في المئة من الأصوات، مقابل نحو 47 في المئة لمنافسه كليجدار أوغلو.
وكان الرئيس التركي هو المرشح الأوفر حظا للفوز بولاية جديدة مدتها خمس سنوات في الجولة الثانية من الانتخابات، بعد أن كان على وشك تحقيق فوز من الجولة الأولى في 14 مايو.
وفي الجولة الأولى، حصل كليجدار أوغلو على 44.9 بالمئة من الأصوات مقابل 49.5 بالمئة لأردوغان.
ماذا يعني فوز أردوغان؟
توقع مراقبون وسياسيون أن يلقي فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة، بالعديد من التداعيات والانعكاسات في الداخل التركي، وكذلك على المستوى العالمي.
محطات في حياة أردوغان
ولد عام 1954 في إسطنبول، وتخرج من كلية علوم الاقتصاد والتجارة بجامعة مرمرة.
تولى منصب رئيس حزب “الرفاه” في إسطنبول 1985، ثم رئيسا لبلدية إسطنبول 1994.
أسس حزب العدالة والتنمية في عام 2001، ليكون الرافعة التي أوصلته إلى سدة الحكم.
صعد إلى حكم تركيا عام 2004، وفي البدء كان رئيسا للوزراء ثم أصبح رئيسا يمتلك الصلاحيات التنفيذية مع تعديل النظام السياسي في البلاد عام 2017.
3 تحديات أساسية
اعتبرت وكالة “أسوشيتد برس”، أن هناك عدة تحديات داخلية بالأساس واجهت أردوغان قبل انتهاء ولايته، وقد تستمر معه بعد إعادة انتخابه، تشمل:
أزمة غلاء المعيشة الحادة التي يلقي الخبراء باللوم فيها على سوء إدارة الحكومة للاقتصاد، في حين يعتقد أردوغان أن أسعار الفائدة المنخفضة تعمل على ترويض التضخم، على عكس النظرية الاقتصادية التقليدية، وتضغط على البنك المركزي ليعكس وجهة نظره.
اعتبر مراقبون أن تركيا شهدت انتقادات فيما يخص وضع الحريات العامة، وهي نقطة استغلتها المعارضة التي لوحت بإعادة أنقرة إلى مسار أكثر ديمقراطية.
تعاني تركيا أيضًا من آثار زلزال قوي تسبب في دمار 11 مقاطعة جنوبية في فبراير، وتعرضت حكومة أردوغان لانتقادات بسبب تأخرها وتوقف استجابتها للكارثة، فضلاً عن التراخي في تنفيذ قوانين البناء التي أدت إلى تفاقم الخسائر.
انعكاسات داخلية وخارجية
من جانبه، حدد الخبير المتخصص في الشأن التركي، كرم سعيد، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، انعكاسات فوز أردوغان بولاية ثانية على المستويات الداخلية والخارجية في عدد من النقاط، قائلًا إن:
فوز أردوغان يعني أن حزب العدالة والتنمية لا زال يحظى بشعبية داخل المجتمع التركي رغم كل التحديات التي تواجهها تركيا في هذا التوقيت.
الفوز يعني أيضًا أن كل استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة الماضية والتي كانت أقرب للمقاربة الغربية في تفسير المشهد الانتخابي التركي ستكون مُسيّسة ومُنحازة، إذ أن أغلبها رجح فوز كمال كليجدار أوغلو.
ورغم ذلك، فهذه الانتخابات أثبتت أن المعارضة استطاعت أن تحقق اختراقًا كبيرًا في الشارع التركي بالنظر لتقارب النتائج إلى الآن، وبالتالي تمكن من التماهي مع تطلعات المجتمع التركي بعدما كانت متخندقة مع أفكارها الأيديولوجية.
أما بالنسبة للانعكاسات الخارجية، ففي تقديري أن الرئيس أردوغان سيستمر في إقرار التماهي التركي مع المحور الشرقي، مع استمرار الانعطافة التركية تجاه روسيا، والتهدئة في ملفات الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات مع محيط تركيا الإقليمي، واستكمال التطور في العلاقات مع عدد من الدول بينها مصر.
سيكون ملف أردوغان الأبرز هو ضبط التوتر الحادث مع القوى الغربية، وسيكون الرئيس التركي وحزبه أكثر حرصًا على ألا يصل الأمر إلى حد القطيعة مع أي دولة من نظر براغماتية بين الغرب وتركيا.