تكنولوجيا – السابعة الإخبارية
مع التطور التكنولوجي الكبير الذي نشهده وخاصةً فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، نجد أن واقع الصحافة التقليدية ووسائل الإعلام المختلفة قد يتغير في أي لحظة.
فنحن الآن أمام واحد من المعطيات والتحديثات التي شغلت العالم في الفترة الأخيرة، فالذكاء الاصطناعي ليس أمراً بالسهولة التي نعتقدها.
وفيما يخص الصحافة والصحفيين فهم على أعتاب مرحلة ستقوم فيها الآلة بأداء أدوارهم والقيام بمهماتهم أو أجزاء منها كان البشر يقومون بها ما يعد بإحداث ثورة في مجال الصحافة.
وكنا قد شهدنا أن المجال الصحفي تحول إلى ساحة رقمية، وفيها تقوم مجموعة روبوتات ذكية بتقديم موجز الاخبار أو إعداد المحتوى والترجمة والنشر وغيرها.
الكتابة الصحفية وصياغة المحتوى
وفي مقال نشره الصحفي مهند العروي قال فيه: “من خلال نظرة على التقدم الذي أحرزه الذكاء الاصطناعي فيمكن التنبؤ فعلاً بإمكانية قيام هذه التقنية بالمساهمة في كتابة المواد الإخبارية المعتادة والملخصات والتقارير المبنية على البيانات والأرقام، بينما لن تكون المواد الصحفية التي تعتمد على النقد والتحليل وقراءة ما بين السطور في متناول هذه التقنية ليبقى الصحفيون البشر أصحاب الأفضلية في هذه الناحية كونهم يملكون مهارات التفكير النقدي.
التحقق من المعلومات والمواد المصورة
لعل أهم ما علينا كصحفيين فعله هو التأكد من صحة البيانات والمعلومات والصور ومقاطع الفيديو التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا الإطار يتحدث المختصون عن دور جوهري سيلعبه الذكاء الاصطناعي في عملية التدقيق والتحقق من البيانات وكشف التضليل الذي يتعمده البعض.
وكنا قد لاحظنا مجموعة من الأخطاء الفادحة والثغرات التي وقعت فيها بعض المؤسسات الصحفية الكبيرة، وذلك لعدم تحققها بشكل كاف من مواد منشورة على منصات التواصل أو وصلتها عبر طرق أخرى، وعلى ما يبدو جاء المنقذ الذي سيحل الأمر.
البحث وتحليل البيانات
ينتظر من أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنياته أن تساعد الصحفيين في تحليل وفلترة عدد كبير من البيانات والإحصائيات والسجلات في سبيل إنجاز وإتمام التقارير والتحقيقات الاستقصائية، وليس ذلك فحسب بل إن تطور هذه التقنيات يجعلنا نتنبأ بسهولة إمكانية قيامها بالربط بين المعطيات وتحديد الأنماط بسرعة كبيرة، ومن شأن ذلك كله أن يوفر الكثير من الوقت والجهد على الصحفيين ما يمكن استثماره في نواحي أخرى لتقوية المواد الصحفية بما أن الذكاء الاصطناعي وفر علينا الغرق في تحليل الأرقام والبيانات.
المحتوى المناسب للجمهور المناسب
يتحمس الكثيرون خصوصاً في الأقسام المشرفة على وسائل التواصل في المؤسسات الصحفية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحديد اتجاهات المستخدمين وتفضيلاتهم وما الذي يريدون معرفة المزيد عنه، كما أن هذه المعطيات ستساعد أقسام البرامج في إنتاج البرامج التلفزيونية بناء على ما يفضله الجمهور استنادا للبيانات التي استخرجها الذكاء الاصطناعي.
مخاوف
بالطبع بعد كل ما سبق ذكره أعلاه، يحق للصحفي أن يدخل إلى رأسه الشك والخوف من الاستغناء عن خدماته وخاصةً مع احتمالية أن تحل هذه الأدوات الحديثة محله، وحصل أن قامت منصات ومؤسسات بتسريح عدد من الموظفين بعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
لكن في مقابل ذلك، هناك من يقلل من هذه المخاوف ويرى أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الصحفي ولذلك لتمتع البشر بإمكانيات ترتبط بالقدرة على التحليل والربط والنقد والتنويع، وهي نواحي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تغطيتها مهما بلغ تقدمه.
عربياً، تبدو المخاوف أقل، والحديث هنا عن درجة تأثر المؤسسات الصحفية العربية بأدوات الذكاء الاصطناعي والتي لن تكون كبيرة لدرجة تهديد الوظائف وهذا يعود لسبب أساسي أن اللغة العربية ليس مدعومة بالكامل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال كان آخر تحديث لبرنامج (تشات جي بي تي) في عام 2021.
الأجدر الآن
هناك أهمية كبيرة للاستعداد لما هو آتٍ، وذلك من قبل المؤسسات الصحفية التي عليها تدريب كوادرها للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته من أجل تسهيل العمل وتسريعه وإضفاء لمسات من الجودة والإبداع على الأعمال المنتجة داخل المؤسسات خصوصا القنوات التلفزيونية.
ومن خلال هذه البرامج سيحصل الصحفي على مهارات تمكنه من التكيف مع هذا التطور وتسييره لتحقيق الأهداف بقدر الإمكان وبالتأكيد هذا أجدر أن يفعل بدل الجلوس وانتظار أن يجلسه الذكاء الاصطناعي في المنزل.