منوعات – السابعة الإخبارية
ندرس كتباً في الجامعات ونستمتع بقراءة الروايات والمسرحيات الخاصة بالأدباء العالميين وروائع السينما الأجنبية أو المسلسلات التلفزيونية الأوروبية الغربية.
لكن كيف لنا أن نقوم بكل ذلك دون وجود مترجمين..؟ كيف نتخيل العالم بدون مترجمين..؟ إن العالم بدونهم لن تعرف فيه الأعمال الأدبية العظيمة طريقاً لأذهاننا، وستظل إنجازات إقليدس الرياضية مخفية، والأهم من ذلك، لن يكون عالم الدبلوماسية موجوداً.
ويعتبر المترجمون جزء لا غنى عنه من المجتمع، لذلك، هذا اليوم مخصص للمترجمين الذين يساعدون في محو اختلافاتنا عن طريق كسر الحواجز اللغوية.
ويساعد اليوم العالمي للترجمة على تعزيز التراث الثقافي والاحترام المتبادل في عالمنا المتغير.
كما يوفر لنا هذا اليوم فرصة لتقدير عمل المترجمين التحريريين والمترجمين الفوريين وغيرهم في صناعة الخدمات اللغوية.
ما سبب تخصيص يوم الـ 30 من شهر سبتمبر للاحتفال بالترجمة..؟
يرجع تخصيص اليوم العالمي للترجمة يوم الـ30 من شهر سبتمبر، الموافق يوم السبت لهذا العام، لكون عيد القديس جيروم في ال 30 من شهر سبتمبر من كل عام، تقديراً لجهوده في ترجمة الكتاب المقدس من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية.
من هو القديس جيروم..؟
القديس جيروم وُلد لأسرة رومانية تتسم بالتدين، وبما أن عائلته كانت ميسورة الحال، أرسلوه خارج إيطاليا معقل رأسه إلى روما، فظهر تميزه في تعلم اللغات والاستمتاع بدراستها.
لاحقاً، اختار القديس أن يوحد اهتماماته، فقام باستخدام اللغات- التي أحب دراستها- في ترجمة الكتاب المقدس من العبرية واليونانية إلى اللاتينية.
تميزت مهنة الترجمة باتحاد يرعى شؤونها وشؤون من اتخذوها طريقاً يأنسون به، وقد نشأ هذا الاتحاد عام 1953، ويُدعَى “الاتحاد الدولي للترجمة”.
وقرر الاتحاد جعل ال30 من سبتمبر عيداً للترجمة عام 1991، وأسموه اليوم العالمي للترجمة، وصادقت الأمم المتحدة على قرار الاتحاد بتخصيص هذا اليوم من كل عام بتوقيع 11 دولة.
شعار اليوم العالمي للترجمة لعام 2023
أعلن الاتحاد الدولي للترجمة أن شعار اليوم العالمي للترجمة لهذا العام هو “عالم بلا حدود”.
في عام 2019، كان شعارنا “الترجمة ولغات السكان الأصليين” تعبيراً عن اهتمام فن الترجمة بكل اللغات، وتضامناً مع احتواء جميع الشعوب.
أما عام 2020، فقد لامس الشعار قلوبنا جميعاً، ف “إيجاد كلمات لعالم في أزمة” شعار يعبر عن المشاعر التي ساورت كافة شعوب العالم من ذعر، وقلق، وحالة من فقدان الذات، وضياع الأمان الذي جعلنا جميعاً نفقد قدرتنا على استيعاب ما يدور حولنا، وعن التعبير عما نشعر به من آلام.
وفقاً للاتحاد الدولي للمترجمين، في عام 2017، تم تحقيق علامة فارقة تاريخية لجميع المترجمين التحريريين والمترجمين الفوريين والمصطلحين المحترفين.
حيث اعتمدت الدورة الحادية والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع القرار A/RES/71/288، الذي يعترف بدور الترجمة الاحترافية في ربط الأمم وتعزيز السلام والتفاهم والتنمية.
الجدول الزمني لليوم الدولي للترجمة
1991: الاحتفال الرسمي الأول، حيث تم إقامة أول احتفال رسمي باليوم العالمي للترجمة.
2017: الإعلان عن اليوم العالمي للترجمة، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 30 سبتمبر يوماً عالمياً للترجمة.
2018: جمعية المترجمين الأمريكيين تحتفل. تبدأ جمعية المترجمين الأمريكيين (ATA) الاحتفال باليوم العالمي للترجمة.
2019: يوم في حياة مترجم. أصدرت ATA مقطع فيديو يصور “يوم في حياة مترجم أو مترجم فوري”.
أهم المترجمين العرب
- علي مصباح
كاتب ومترجم تونسي مقيمٌ بألمانيا، من مواليد عام 1953، ترجم العديد من المؤلفات الألمانية إلى اللغة العربية، لعل أشهرها أعمال فريدريك نيتشه – التي يصنف بعضها أعمالًا أدبية – «هكذا تكلم زرادشت» و«غسق الأوثان» و«إنساني مفرط في إنسانيته» و«هذا هو الإنسان».
- أحمد الصمعي
يعمل أحمد الصمعي مترجمًا وأستاذًا للغة الإيطالية في الجامعات التونسية، ترجم العديد من المؤلفات الإيطالية إلى العربية، كـ«الحكايات الشعبية» لإيتالو كالفينو و«خياط الشارع الطويل» لجوزيبي بونافيري، لكن أشهر عمل أذاع صيته بوصفه مترجمًا في الأوساط العربية هو «اسم الوردة» لأمبرتو إيكو، أحد أشهر الأعمال الروائيَّة الإيطالية التي تركت بصمتها في الرواية العالمية، ثم ترجم أعمالًا أخرى للأديب الإيطالي أبرزها «مقبرة براغ».
- صالح علماني
صالح علماني مترجم فلسطيني كان مقيمًا في سوريا، وترجم لغابرييل غارسيا ماركيز «مئة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» و«قصة موت معلن» وغيرها، وترجم لماريو فارغاس يوسا «حفلة التيس» و«رسائل إلى روائي شاب» وغيرها، وترجم لإيزابيل اللندي «حصيلة الأيام» و«ابنة الحظ» وغيرها، بالإضافة إلى أعمال أخرى كـ«انقطاعات الموت» لجوزيه ساراماغو و«النشيد الشامل» لبابلو نيرودا و«الريح القوية» لميغيل أنخيل أستورياس وغيرها.
- سامي الدروبي
ولد المترجم السوري في مدينة حمص عام 1921، حمل الدروبي على عاتقه مهمَّة ترجمة الأعمال الكاملة لفيودور دوستويفسكي، التي صدرت في 18 مجلدًا، بالإضافة إلى أعمال أدباء روس آخرين كتولستوي «الحرب والسلم» وليرمنتوف «بطل من هذا الزمان» وبوشكين «ابنة الضابط»، ومؤلفات الأديب اليوغوسلافي البوسني إيفو أندريتش «جسر على نهر درينا ووقائع مدينة ترافنك».
- سهيل إدريس
ولد الأديب والمترجم والناشر اللبناني سهيل إدريس في بيروت عام 1925، أصدر الكثير من القصص والروايات، وتبقى أشهرها رواية «الحي اللاتيني»، أما في ما يخص الترجمات، فقد أصدر ترجمات عربية لـ«الطاعون» لألبير كامو، و«سيرتي الذاتية» لسارتر، و«دروب الحرية»، و«الغثيان» وغيرها. أصدر أيضًا معجم «المنهل» فرنسي-عربي بالتعاون مع الدكتور جبور عبد النور. وقد توفِّي إدريس عام 2008، تاركًا مهمة إكمال مسيرة النشر والأدب لابنته رنا وابنه سماح.
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: