متابعات- السابعة الاخبارية
في تطور علمي جديد، بدأت تجربة سريرية في المملكة المتحدة لاختبار فعالية وسلامة لقاح مبتكر مخصص لعلاج سرطان الرئة.
يعد هذا اللقاح الذي يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) خطوة جديدة ومبشرة في مجال العلاج المناعي للسرطان.
كيف يعمل اللقاح؟
يعتمد اللقاح الجديد، المعروف باسم “بي إن تي 116” (BNT116)، على تقنية حديثة تقوم بتدريب جهاز المناعة على التعرف على علامات معينة على سطح خلايا سرطان الرئة غير صغير الخلايا (NSCLC). هذه العملية تتيح لجهاز المناعة مهاجمة الخلايا السرطانية بدقة عالية، دون أن تتأثر الخلايا السليمة. يذكر أن هذه التقنية هي نفسها التي استخدمت بنجاح في تطوير لقاحات كوفيد-19.
الفرق بين اللقاح والعلاجات التقليدية
في الوقت الذي تعتمد فيه العلاجات التقليدية لسرطان الرئة على الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، يأتي اللقاح الجديد بمفهوم مختلف كليًا. فهو يركز على تعزيز جهاز المناعة لمهاجمة السرطان، مما يقلل من الآثار الجانبية ويحسن نوعية حياة المرضى بشكل ملحوظ. إن التركيز على استهداف علامات محددة على الخلايا السرطانية يجعل هذا اللقاح أكثر فعالية واستهدافًا
آلية إعطاء اللقاح
تم إعطاء الجرعات الأولى من هذا اللقاح لمريض يبلغ من العمر 67 عامًا في لندن، حيث تلقى ست حقن متتالية على فترات خمس دقائق. سيتم متابعة العلاج لمدة ستة أسابيع، ثم يتم تقليل الجرعات تدريجيًا على مدى عام.
النتائج المتوقعة
أعرب الدكتور سيو مينغ لي، الذي يقود التجربة في المملكة المتحدة، عن أمله في أن يساعد هذا اللقاح في منع عودة سرطان الرئة لدى المرضى. وأشار إلى أن العلاجات المناعية قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في علاج السرطان، ولكنها لا تزال غير قادرة على تحقيق النجاح الكامل لجميع المرضى. ويرى الدكتور لي أن هذا اللقاح قد يكون “الهجوم المناعي الإضافي” الذي يعزز فرص البقاء على قيد الحياة.
مستقبل العلاجات المناعية
إذا أثبتت التجربة السريرية الحالية سلامة وفعالية اللقاح، فمن المتوقع أن ينتقل إلى مراحل تجريبية أخرى تشمل عددًا أكبر من المرضى، وصولاً إلى اعتماده كعلاج قياسي في جميع أنحاء العالم. ويُتوقع أن تمثل هذه اللقاحات مرحلة كبيرة جديدة في علاج السرطان، بما يمكن أن يحدث نقلة نوعية في مكافحة المرض.
يمثل هذا اللقاح الجديد خطوة هامة نحو مستقبل خالٍ من سرطان الرئة، ويفتح آفاقًا جديدة في علاج هذا المرض الخبيث.
أذا استمرت نتائج التجارب في التطور بشكل إيجابي، فقد نشهد تحولًا جذريًا في كيفية تعامل الطب مع هذا المرض القاتل، مما يعزز الأمل لآلاف المرضى حول العالم.