متابعات- السابعة الاخبارية
سكر الدم..تبدو فكرة قياس مستوى السكر في الدم من خلال نبرة الصوت وكأنها من قصص الخيال العلمي، ولكن دراسة حديثة أجراها باحثون من مختبرات “كليك” في كندا قد تجعلها حقيقة في المستقبل القريب.
هذه الدراسة الرائدة تكشف عن وجود علاقة بين مستويات السكر في الدم وتغيرات في نبرة الصوت، مما قد يسمح لمرضى السكري بمراقبة مستويات الغلوكوز بدون ألم أو وخز.
الصوت مرآة الصحة
لطالما أظهرت الدراسات السابقة أن هناك تغييرات فسيولوجية يمكن رصدها من خلال الصوت، مثل تأثير ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. الآن، تأتي هذه الدراسة لتؤكد أن مستويات السكر في الدم يمكن أن تؤثر هي الأخرى على الصوت، مما يفتح الباب أمام إمكانية استخدام الصوت كمؤشر لمراقبة هذه المستويات. تشير الفرضيات إلى أن ارتفاع سكر الدم يؤثر على مرونة الأحبال الصوتية، مما يغير من تردد اهتزازها وبالتالي نبرة الصوت.
مراقبة السكر من خلال الصوت
يعتمد الجسم على سكر الدم (الغلوكوز) كمصدر رئيسي للطاقة، لكن التحكم في مستوياته يعد تحدياً كبيراً لمرضى السكري.
الطرق التقليدية لمراقبة السكر مثل وخز الأصابع وأجهزة المراقبة المستمرة قد تكون مؤلمة ومزعجة، مما يجعل من الصعب على المرضى متابعة حالتهم بشكل منتظم. لكن اكتشاف العلاقة بين نبرة الصوت ومستويات السكر قد يوفر بديلاً عملياً وغير مؤلم، حيث يمكن للمريض ببساطة التحدث إلى هاتفه الذكي للحصول على قراءة دقيقة لمستوى السكر.
نتائج الدراسة
شملت الدراسة 505 مشاركين، منهم من هو مصاب بالسكري ومنهم من لم يصب به بعد، حيث تم تزويدهم بأجهزة مراقبة مستمرة للغلوكوز، وسجلوا أصواتهم عدة مرات يومياً على مدى أسبوعين.
كشفت التحليلات عن وجود علاقة إيجابية بين ارتفاع مستويات الغلوكوز وزيادة التردد الأساسي للصوت. هذا الاكتشاف يدعم فكرة استخدام الصوت كأداة مستقبلية لمراقبة سكر الدم.
إذا تم تطوير هذه التقنية الجديدة بنجاح، فإنها قد تغير حياة الملايين من مرضى السكري حول العالم. تخيل أن تتمكن من مراقبة مستوى السكر في دمك بمجرد التحدث إلى هاتفك الذكي، دون الحاجة إلى وخز الإبر أو استخدام أجهزة مزعجة. هذه الابتكارات قد تجعل من متابعة مرض السكري عملية أسهل وأقل إيلاماً، مما يمنح المرضى تحكماً أفضل في حالتهم الصحية.