أمريكا – السابعة الإخبارية
Spotify.. في خطوة لافتة نحو دمج المزيد من الخصائص الاجتماعية، أعلنت منصة Spotify، الرائدة عالميًا في بث الموسيقى، عن إطلاق ميزة مراسلة جديدة داخل تطبيقها تتيح للمستخدمين تبادل الرسائل النصية ومشاركة التوصيات الموسيقية دون الحاجة لاستخدام تطبيقات خارجية.
الميزة الجديدة، التي تم البدء في طرحها تدريجيًا هذا الأسبوع، تُعد محاولة واضحة من البرنامج لإضفاء طابع اجتماعي أكبر على تجربة الاستماع، وتعزيز التفاعل بين مستخدميها، في ظل بيئة رقمية أصبحت فيها المشاركة الفورية والتواصل المباشر مطلبًا رئيسيًا.

Spotify.. مشاركة موسيقية… بضغطة زر
وفقًا لما أعلنته الشركة، فإن الميزة تتيح للمستخدمين مشاركة الأغاني، قوائم التشغيل، الحلقات الصوتية وحتى الكتب الصوتية مع أصدقائهم داخل التطبيق، من خلال خيار “المشاركة” الموجود في نافذة “التشغيل الآن”.
بمجرد الضغط على زر المشاركة، ستُعرض قائمة بالأصدقاء الذين يمكن التواصل معهم، ومن ثم اختيار المستلم والنقر على “إرسال”. يُمكن للمتلقي قبول أو رفض طلب بدء محادثة. وبعد القبول، تفتح قناة رسائل مباشرة تُتيح للطرفين تبادل الحديث والمحتوى الموسيقي بسهولة.
الميزة الجديدة تأتي لتعالج محدودية أدوات التواصل داخلها، والتي كانت تقتصر في السابق على ميزات مثل “المزيج الجماعي” أو “المقاطع المشتركة”، وغالبًا ما كانت تتطلب مشاركة الروابط عبر تطبيقات خارجية كـ واتساب أو إنستجرام أو ماسنجر.
بين الخصوصية والتفاعل
أوضحت Spotify أن جميع الرسائل ستكون مشفّرة وفقًا لأحدث معايير الأمان، مؤكدة التزامها بسياسة الشركة الصارمة فيما يتعلق بالمحتوى الضار أو غير القانوني. وسيكون بمقدور المستخدمين الإبلاغ عن الرسائل المسيئة، أو حظر مرسلين، أو حتى تعطيل الرسائل نهائيًا من خلال الإعدادات.
كما أكدت Spotify أن الميزة ستكون متاحة للمستخدمين ممن يبلغون 16 عامًا فما فوق، وستُفعّل تدريجيًا في عدد من المناطق المختارة كبداية، على أن يتم توسيع نطاق الإطلاق لاحقًا.

هل تحاول Spotify أن تُصبح “منصة تواصل اجتماعي”؟
رغم أن إضافة خاصية المراسلة قد توحي بأن Spotify تتجه نحو منافسة منصات مثل فيسبوك أو إنستجرام، إلا أن الشركة تنفي هذا التوجه تمامًا.
وأشارت في بيان رسمي إلى أن الغرض الأساسي من الميزة هو تعزيز تجربة المستخدم داخل التطبيق، وتسهيل التفاعل بين الأصدقاء حول الموسيقى والمواد الصوتية المفضلة، وليس استبدال وسائل التواصل الاجتماعي التقليدية.
كما أكدت أن ميزات المشاركة الخارجية، مثل إرسال الروابط إلى إنستجرام أو X أو واتساب، ستظل موجودة ولن تتأثر بطرح خاصية الرسائل الجديدة.
عودة بعد غياب 8 سنوات
اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي تعتمد فيها Spotify نظامًا داخليًا للرسائل. إذ سبق وأن وفّرت ميزة مشابهة في التطبيق قبل سنوات، لكنها قررت إيقافها في عام 2017 بسبب تدني معدلات الاستخدام حينها.
لكن يبدو أن تغير أنماط استخدام التكنولوجيا، وانتشار ثقافة الرسائل الفورية حتى داخل التطبيقات المتخصصة، دفع Spotify لإعادة النظر في استراتيجيتها، وإعادة إطلاق الخدمة بطريقة محدثة ومدعومة بخوارزميات ذكية.
فوائد من منظور تجاري وتجريبي
من الناحية التشغيلية، تهدف Spotify إلى زيادة زمن بقاء المستخدمين على التطبيق، من خلال إلغاء الحاجة للخروج إلى تطبيقات خارجية من أجل تبادل المحتوى. هذا التوجه قد يعزز من معدلات الاستخدام والتفاعل، ويرفع من مؤشرات نمو المنصة.
كما أن البيانات الناتجة عن المحادثات والتفاعلات تُعد موردًا غنيًا للشركة لفهم اهتمامات المستخدمين، وتقديم توصيات شخصية أدق، وتحسين تجربة الاستماع.
في ظل رفع الأسعار.. Spotify تُراهن على المزايا الإضافية
تأتي هذه الإضافة وسط موجة من زيادات الأسعار التي فرضها البرنامج مؤخرًا في عدة أسواق، بما في ذلك الهند، حيث شهدت الباقة العائلية ارتفاعًا بنسبة 28%. هذه الزيادات، التي قد تؤثر على شريحة من المستخدمين، جعلت الشركة بحاجة لتقديم قيمة مضافة ملموسة للمشتركين.
وبالتالي، فإن إدخال خاصية جديدة مثل الرسائل لا يُعد مجرد تحديث جانبي، بل جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز الولاء والارتباط بالمنصة، وتحويل Spotify من مجرد تطبيق لبث الموسيقى، إلى نظام ترفيهي واجتماعي متكامل.
في عصر أصبحت فيه الموسيقى تجربة اجتماعية بامتياز، تمثل ميزة الرسائل الجديدة من Spotify خطوة ذكية نحو ربط المستخدمين أكثر بمحتواهم وأصدقائهم، مع الحفاظ على الخصوصية والتحكم.
قد لا تُنافس هذه الخطوة منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، لكنها بالتأكيد يضع البرنامج في مكانة متقدمة ضمن فئة تطبيقات الترفيه التي تفهم احتياجات الجيل الرقمي، وتسعى باستمرار لتوسيع آفاق التفاعل والتجربة.
