أمريكا – السابعة الاخبارية
The Fetus، في السنوات الأخيرة، شهد عالم أفلام الرعب تحولات ملحوظة، مع تزايد جرأة صناع السينما في طرح موضوعات غير تقليدية تمزج بين الرعب النفسي والجسدي، وتلامس قضايا وجودية وإنسانية عميقة. وسط هذا المشهد المتجدد، يبرز فيلم The Fetus من إخراج جو لام كواحد من أكثر الأعمال المرتقبة لعام 2025، بفضل طابعه الفريد، وقصته المثيرة التي تدفع بالمشاهد إلى حافة الخوف والتفكير في آنٍ واحد.
The Fetus.. موعد عرض يترقبه عشاق الرعب
أعلنت شركة Stonecutter Media عن استحواذها على حقوق توزيع فيلم The Fetus في أمريكا الشمالية، وسط ترقب كبير من جمهور أفلام الرعب المستقلة. ومن المقرر أن يُعرض الفيلم رسميًا في 9 سبتمبر/ أيلول 2025، عبر المنصات الرقمية والإذاعية، ما يتيح للمشاهدين فرصة متابعته من منازلهم أو أثناء تنقلهم، في تجربة سينمائية متكاملة.
مدير الشركة، ستيفن كاريل، أوضح في تصريح سابق أن قراره بتوزيع الفيلم لم يكن مجرد خطوة تجارية، بل جاء نتيجة انبهاره بالأسلوب الإخراجي الجريء للمخرج جو لام، مؤكدًا أن الفيلم لا يكتفي بتقديم مشاهد رعب تقليدية، بل يؤسس لما يمكن أن يتحول إلى سلسلة سينمائية مستقبلية لها طابعها الخاص.
قصة مروعة تتجاوز التوقعات
تدور أحداث The Fetus حول زوجين شابين، أليسا وكريس، يعيشان حياة تبدو مثالية في ظاهرها، حتى تتلقى أليسا خبر حملها. لكن هذا الحدث السعيد سرعان ما يتحول إلى كابوس حقيقي، عندما تبدأ دلائل تشير إلى أن الجنين الذي تحمله أليسا ليس عاديًا، بل يمتلك رغبة دموية غير طبيعية.
تتعقد القصة أكثر حين يظهر والد أليسا المنفصل عنها، والذي يشارك في طقوس غريبة تتعلق بـ”إطعام الأجنة”، في محاولة لضمان ولادة الجنين، كاشفًا عن تاريخ عائلي مظلم مليء بالخيانة، والإيمان المشوه، والنسب الشيطاني.
تتوالى الأحداث في قالب يجمع بين الرعب الجسدي الذي يُترجم عبر مشاهد دموية وصادمة، والرعب النفسي الذي ينخر في أعماق الشخصيات، فيطرح تساؤلات وجودية حول الأمومة، والمصير، والإيمان، والشرّ المتأصل.
إبداع في الإخراج والتصوير
يُحسب للمخرج جو لام جرأته في تصوير مشاهد الرعب بطريقة غير نمطية، حيث يعتمد على البناء التدريجي للتوتر بدلاً من الاعتماد على “قفزات الرعب” السريعة. كما يستخدم الإضاءة الداكنة، وزوايا التصوير الحادة، لإيصال الإحساس بالاختناق، والقلق، والخوف المتنامي مع تقدم القصة.
ولا يمكن إغفال دور الموسيقى التصويرية، التي جاءت لتكمل الجو المشحون، عبر أنغام متقطعة ونغمات منخفضة تُشعر المشاهد بأن هناك شيئًا مظلمًا على وشك الحدوث في كل لحظة.
أداء تمثيلي مميز
النجمة لورين لافيرا، التي تؤدي دور أليسا، تقدم أداءً قويًا يبرز التحولات النفسية التي تمر بها الشخصية، من السعادة بالحمل، إلى الخوف، فالذعر، فالاستسلام لصراع داخلي مع قوى لا يمكن السيطرة عليها.
أما بيل موزلي، فيعود من جديد ليبرهن على مكانته كأحد رموز سينما الرعب، حيث يجسد شخصية الأب الغامض بطريقة تقشعر لها الأبدان، بين البرود العاطفي والإيمان المتطرف.
ويكمل جوليان كورتيس ثالوث البطولة، بدور الزوج كريس، الذي يمثل صوت العقل والحب، لكنه يجد نفسه مجبرًا على مواجهة أسرار تقلب واقعه رأسًا على عقب.
موضوعات عميقة وراء الرعب
بعيدًا عن الدماء والمشاهد الصادمة، يطرح The Fetus العديد من الأسئلة الفلسفية والوجودية، حول معنى الأبوة والأمومة، ودور الإيمان حين يصبح منحرفًا عن جوهره، وتأثير الإرث العائلي في تشكيل المصير.
كما يسلط الفيلم الضوء على مفاهيم مثل الإرادة الحرة مقابل القدر، والمواجهة مقابل الهروب، ما يجعله أكثر من مجرد فيلم رعب، بل عملًا سينمائيًا يُدفعك للتفكير حتى بعد انتهاء المشاهدة.
تجربة مرشحة لتأسيس سلسلة سينمائية
من الواضح أن The Fetus لا يُقدَّم كعمل مستقل فقط، بل كـ بداية محتملة لسلسلة يمكن أن تتوسع في عوالم الرعب التي بناها الفيلم. فالقصة تنتهي بنوع من الغموض، ما يفتح المجال أمام تكملة قد تستعرض الخلفيات الأعمق للشخصيات، أو تستكشف أجيالاً جديدة من الصراع بين الخير والشر في سياق مشابه.
كما أن بناء الشخصيات، وطبيعة العالم المظلم الذي يقدمه الفيلم، يجعلان منه أرضًا خصبة لتوسيع القصة، إما في شكل أجزاء مستقبلية، أو حتى أعمال جانبية تستعرض تفاصيل أخرى من نفس العالم.
في سياق تطور الرعب المعاصر
ينتمي The Fetus إلى موجة من أفلام الرعب الحديثة التي تسعى إلى إعادة تعريف الرعب، ليس فقط كوسيلة للترفيه، بل كأداة لفهم النفس البشرية، وتجسيد الصراعات المجتمعية والثقافية والدينية بشكل رمزي.
فكما فعلت أفلام مثل Hereditary وMidsommar وThe Babadook سابقًا، يسير The Fetus في نفس الاتجاه، مع بصمة خاصة تعود للمخرج جو لام، الذي يبدو أنه يمتلك رؤية طويلة المدى تجاه ما يريد أن يقدمه للجمهور.
ختامًا: فيلم ينتظره جمهور نهم للتجديد
مع اقتراب موعد عرضه، يبدو أن The Fetus سيكون أحد أبرز أفلام الرعب في عام 2025، ليس فقط بفضل قصته المثيرة، أو فريق التمثيل القوي، بل بسبب الطريقة الذكية التي يُعيد بها تقديم الرعب بشكل مبتكر، يرضي محبي النوع ويستفز عقولهم في آنٍ واحد.
إنه فيلم يتحدى التوقعات، ويطلب من جمهوره أن يكونوا أكثر من مجرد مشاهدين، بل مشاركين في رحلة مظلمة داخل النفس البشرية، حيث يصبح الجنين نفسه رمزًا لصراع أكبر من مجرد حياة أو موت.\