الشارقة- السابعة الإخبارية
كشفت مدينة الشارقة المستدامة، أول مجتمع سكني مستدام في إمارة الشارقة تم تطويره بالتعاون بين هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وشركة دايموند ديفلوبرز، عن إطلاق مبادرة جديدة لتقليل هدر الطعام والتشجيع على العطاء والمشاركة، وتعزيز الاستهلاك الواعي، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
وتنطلق الحملة تحت اسم رمضان المستدام، وتوفر عدداً من الأنشطة المجتمعية التي تركز على مشاركة المعرفة والتوعية ببعض أهم الخطوات نحو تقليل هدر الطعام.
وتتضمن إحدى أهم أنشطة الحملة تعلّم كيفية حفظ الطعام الطازج ومشاركته واستخدامه، بهدف تعزيز التغيير الإيجابي نحو تقليل هدر الطعام.
وتعاونت المدينة، في إطار الحملة، مع الهلال الأحمر الإماراتي، الذراع الخيرية والإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يتيح للسكان الانضمام إلى مشروع حفظ النعمة التابع للهلال الأحمر الإماراتي، والتبرع بالطعام غير المستهلك للمحتاجين.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال يوسف أحمد المطوع، الرئيس التنفيذي لمدينة الشارقة المستدامة: “يمثل هدر الطعام تفريطاً بموارد ثمينة، من بينها المياه والطاقة التي استُهلكت لإنتاجه. ونرغب، انطلاقاً من التزامنا بالاستدامة، في إنشاء مجتمع صديق للبيئة في مدينة مستدامة واعتماد عادات غير مضرّة بالبيئة. لذا، يسرنا إطلاق هذه الحملة لمشاركة المعرفة بين أفراد مجتمعنا، وخصوصاً الأطفال، حول أهمية تقليل هدر الطعام وتأثيره المباشر وطويل الأمد على بيئتنا.
وتوجه المطوع بالشكر إلى الهلال الأحمر الإماراتي للانضمام إلى جهودنا الرامية إلى تحقيق صفر نفايات، ومساعدتنا في التوعية حول أهمية هذه المشكلة وترسيخ معاني العطاء بين سكان مدينتنا، ولا سيما خلال شهر رمضان المبارك”.
وبهذا الصدد، قال سلطان الشيحي، مدير مشروع حفظ النعمة التابع للهلال الأحمر الإماراتي: “يسعدنا انضمام مدينة الشارقة المستدامة إلى مبادرتنا الإنسانية التي تهدف إلى التغلب على مظاهر التبذير. وقطعت المدينة خطوات كبيرة في مجال الاستدامة، كما أنها مدركة لأهمية تقليل النفايات لتحقيق حياة مستدامة. ويجمع هذا التعاون إمكانيات العطاء والاستدامة، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك وبالتزامن مع عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتمثل هدفنا في التوعية حول التأثير الكبير لتقليل النفايات والمشاركة على الناس والبيئة. ونهدف من خلال هذا التعاون إلى إلهام الأفراد والمجتمعات لاتباع نمط حياة قائم على العطاء والاستدامة”.
وتم تطوير العديد من مصادر المعلومات لإلهام مزيد من السكان لاعتماد ممارسات غذائية مستدامة، وذلك في إطار الحملة، التي تأتي بالتزامن مع أول موسم رمضاني يحتفل به السكان الجدد في مدينة الشارقة المستدامة. وتتضمن الحملة إرشادات ونصائح عملية حول كيفية تجنّب هدر الطعام، الأمر الذي يكتسب أهمية خاصة نظراً للوجبات الكبيرة التي تُحضر خلال الشهر الكريم. وتوفر الحملة كذلك إرشادات حول إعادة التدوير وفرز النفايات، لمساعدة السكان على اتخاذ قرارات مدروسة بدءاً من مشترياتهم ووصولاً إلى الاستهلاك وبقايا الطعام.
وتحولت مشكلة هدر الطعام إلى مصدر قلق عالمي، إذ تؤثر على الأفراد والبيئة. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 931 مليون طن من الغذاء يُفقد أو يُهدر يومياً على مستوى العالم، وأن 17% من الطعام المتوفر للمستهلكين يتم هدره، ولا سيما في المنازل، وهي كمية تكفي لإطعام حوالي 1.26 مليار شخص سنوياً. ويسهم الحدّ من الطعام المفقود والمهدور، والذي يتسبب بين 8-10% من جميع انبعاثات غازات الدفيئة، في تقليل الانبعاثات بحوالي 4.5 جيجاطن سنوياً من مكافئ ثاني أكيد الكربون.
وتستدعي هذه الحقائق اتخاذ إجراءات عاجلة وتوسيع نطاقها، وتتضمن إحدى أكثر المقاربات الأساسية التوعية والتفاعل مع جميع أصحاب المصلحة، وخصوصاً الشباب والسيدات، والاستفادة من مختلف القنوات مثل وسائل التواصل الاجتماعي لإحداث أكبر تأثير ممكن. كما يجب علينا تكثيف الجهود لتثقيف المستهلكين حول مفهومَي “يُفضل استخدامه قبل” و”يُستخدم قبل”، واللذين يُسهمان في تقليل هدر الغذاء.
وتصدرت المدينة منذ إطلاقها مشهد المبادرات التي تسهم في الاستخدام المستدام للموارد، بما فيها المياه والطاقة. وتهدف المدينة من خلال إطلاق الحملة الرمضانية إلى دعم أهداف الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، ودعم الاقتصاد الدائري وجهود دولة الإمارات لتقليل هدر الطعام.