العراق – السابعة الإخبارية
رندة.. في تطوّر جديد ومفاجئ لقضية الطفلة العراقية “رندة”، التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، خرج والدها عن صمته، كاشفًا عن معاناة طويلة مع طليقته، في تسجيل مصوّر أثار موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعاد فتح النقاش حول النزاعات الأسرية التي يتحمّل الأطفال آثارها النفسية والاجتماعية.

والد رندة يتحدث: “حُرمت من ابنتي وتعرضت للأذى”
في الفيديو الذي انتشر بسرعة كبيرة على المنصات الرقمية، قال والد رندة: انفصلت عن والدتها منذ عام 2018، وتمّ إصدار حكم الطلاق في 2022، ومنذ ذلك الحين، وأنا أتحمّل الكثير من الأذى النفسي، فقد حُرمت من رؤية ابنتي بشكل طبيعي، وهي تتعرض لتحريض مستمر ضدي”.
وأضاف والد رندة، متأثرًا: أناشد القضاء العراقي والجهات المختصة التدخل، ليس من أجلي، بل من أجل طفلتي التي تتحمّل تبعات نزاعات لا ذنب لها فيها. أريد أن أراها، أن أحتضنها، لا أن تكون وسيلة في خلافاتنا”.
حديث الأب لامس قلوب كثيرين، خاصة أولئك الذين مرّوا بتجارب مشابهة، حيث تحوّل الخلاف بين الوالدين إلى ساحة حرب يدفع الأطفال ثمنها غاليًا.
<
عرض هذا المنشور على Instagram
h2 class=”p1″ dir=”rtl”>
كلمة عن“جلحة” تشعل الغضب
القضية بدأت بالاشتعال عندما ظهرت والدة رندة في مقابلة تلفزيونية، وخلال حديثها، وصفت ابنتها بكلمة “جلحة”، وهي لفظ باللهجة العراقية يُستخدم لوصف المظهر القبيح أو غير الجذّاب. الكلمة أثارت صدمة لدى الجمهور، واعتُبرت من قبل كثيرين شكلًا من أشكال التنمّر اللفظي وانتهاكًا لحقوق الطفلة.
اللقطة لم تمر مرور الكرام، إذ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الغاضبة، ووصف عدد من المتابعين المشهد بـ”الصادم”، مطالبين بتدخل منظمات حماية الطفولة، فيما رأى آخرون أن الأم تجاوزت الخطوط الحمراء باستخدام ألفاظ مهينة تجاه ابنتها على الهواء مباشرة.
رندة توضح وتناشد الجمهور: “كفاية هجوم”
في خضمّ هذه العاصفة الإعلامية، خرجت الطفلة رندة نفسها في فيديو نُشر على المنصات الرقمية، قدمت فيه توضيحًا لما حدث، مؤكدة أن الكلمة التي قيلت على لسان والدتها لم تكن مقصودة على النحو الذي فهمه الجمهور.
قالت رندة في الفيديو، بصوت واضح وإن بدا عليه الحزن والارتباك: “أرجوكم توقفوا عن الهجوم على والدتي.. الكلمة اللي قالتها تُستخدم في البيت على سبيل المزاح، وماما ما كانت تقصد تجرحني أو تقلل مني”.
وأضافت: أنا أصلاً ما كنت أحب أظهر في التلفزيون، بس الناس فاهمة الموضوع غلط. ماما كانت دايمًا السند والأم والأب في نفس الوقت، ووقفت معاي في كل المواقف”.
كما أشارت إلى أن والدها تواصل معها هاتفيًا بعد انتشار المقطع، موضحة أن الأمور بينهما ليست مقطوعة تمامًا، لكن تصاعد الجدل هو ما ضخّم الأمور، حسب تعبيرها.
تفاعل متباين على مواقع التواصل
القضية أثارت انقسامًا واسعًا في الرأي العام، فبينما عبّر كثيرون عن تعاطفهم مع الطفلة ووالدها، رأى آخرون أن الأم تعرضت لهجوم غير عادل، خاصة بعد توضيحات رندة.
البعض حمّل الإعلام مسؤولية تحويل القضايا الأسرية إلى “مواد ترفيهية”، في حين اعتبر آخرون أن ما حدث يكشف عن أزمة أعمق تتعلق بالتعامل مع الأطفال في النزاعات العائلية.

أصوات تطالب بحماية نفسية واجتماعية للأطفال
على خلفية هذه الأزمة، ارتفعت أصوات تطالب بوضع قوانين أكثر صرامة تحمي الأطفال من التدخلات الإعلامية والاستغلال العاطفي في الصراعات الأسرية. كما طالب حقوقيون بمنع ظهور القُصّر في البرامج الحوارية إلا بضوابط واضحة تضمن سلامتهم النفسية.
الناشطة الاجتماعية إيمان الخطيب صرحت عبر حسابها “الطفل ليس طرفًا في معارك الأهل، رندة تحتاج دعمًا نفسيًا وليس مشاهدات. ما حدث مثال صارخ على الاستغلال الإعلامي للضعفاء”.
قضية رندة، وإن بدت في ظاهرها نزاعًا بين والدين، إلا أنها كشفت عن أزمة أكبر في كيفية إدارة الخلافات الأسرية داخل المجتمعات، وأكدت أن الأطفال هم الحلقة الأضعف والأكثر تأثرًا. يبقى الأمل أن تتحرك الجهات المختصة سريعًا لتوفير الدعم اللازم لرندة، ولغيرها من الأطفال الذين يعيشون في ظلال النزاعات دون صوت يُنصفهم.
وكانت علقت الناشطة الاجتماعية إيمان الخطيب صرحت عبر حسابها “الطفل ليس طرفًا في معارك الأهل، رندة تحتاج دعمًا نفسيًا وليس مشاهدات. ما حدث مثال صارخ على الاستغلال الإعلامي للضعفاء”.