أمريكا – السابعة الإخبارية
على الرغم من أن الفواكه المجففة تُعد من الوجبات الخفيفة التي يُنظر إليها باعتبارها خياراً صحياً وغنياً بالألياف والعناصر الغذائية، إلا أن خبراء التغذية يؤكدون أن بعض أنواعها قد تتحول إلى خطر حقيقي على مرضى السكري بسبب احتوائها على نسب مرتفعة من السكريات، ما يجعلها ترفع مستوى الجلوكوز في الدم بشكل سريع يفوق التوقعات.
وفي تقرير نشره موقع “هيلث شوتس” الصحي، نُبّه مرضى السكري إلى ضرورة توخي الحذر عند تناول الفواكه المجففة، وعدم الانخداع بمظهرها الصحي، إذ تختلف تأثيراتها على الجسم باختلاف نوعها وطريقة تجفيفها وإضافة السكريات إليها. فبينما تساعد بعض الفواكه على مدّ الجسم بالطاقة والفيتامينات، فإن بعضها الآخر قد يُفقد السيطرة على مستوى السكر في الدم خلال دقائق معدودة.

أخصائية تغذية: ليست كل الفواكه المجففة صديقة لمرضى السكري
توضح أخصائية التغذية غاريما غويال في تصريحاتها للموقع أن مرضى السكري يجب أن يتعاملوا مع الفواكه المجففة بحذر شديد، قائلة:
“الإصابة بمرض السكري تعني الالتزام الصارم بنظام غذائي متوازن، ومعرفة ما نأكله وما نتجنبه. بعض الفواكه المجففة قد تبدو مغذية، لكنها في الواقع تحتوي على نسب مرتفعة جداً من السكر تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات الجلوكوز.”
وأضافت أن عملية تجفيف الفاكهة تقلل من محتواها المائي، ما يؤدي إلى تركيز السكريات الطبيعية فيها، وبالتالي تصبح السعرات الحرارية ونسبة السكر في الحصة الواحدة أعلى بكثير مقارنة بالفاكهة الطازجة.
أولاً: التين المجفف والتمر.. قنابل سكرية صامتة
بحسب الدراسات، يحتوي كل من التمر والتين المجفف على نسب مرتفعة للغاية من السكريات البسيطة، مثل الفركتوز والجلوكوز. وتشير أبحاث نُشرت في مجلة Nutrients إلى أن أنواعاً معينة من التمر تحتوي على ما بين 70% إلى 75% من السكريات، بينما يحتوي التين المجفف على ما بين 50% إلى 60% من السكر بحسب الوزن.
وتحذر غويال من تناول هذه الأنواع بانتظام، موضحة أن مؤشرها الجلايسيمي (الذي يقيس سرعة امتصاص السكر في الدم) مرتفع جداً، مما يجعلها خياراً غير مناسب تماماً لمرضى السكري.
ثانياً: المانجو المجففة.. أكثر ضرراً من المانجو الطازجة
تُعد المانجو المجففة من أكثر أنواع الفواكه المجففة التي تحتوي على السكر، حيث تحتوي الحصة الواحدة منها على 35 إلى 40 غراماً من السكر، وغالباً ما يُضاف إليها سكر إضافي أثناء عملية التجفيف.
وكشفت دراسة حديثة أن المانجو الطازجة تساعد على ضبط سكر الدم بعد الوجبات بشكل أفضل بكثير من المانجو المجففة. ويرجع السبب إلى أن المانجو الطازجة تحتوي على ألياف وماء أكثر، ما يبطئ امتصاص السكر في الدم. أما المانجو المجففة فتمتلئ بالفركتوز المركز، الذي يؤدي إلى ارتفاع حاد وسريع في مستويات السكر، وهو ما يجعلها من أسوأ الخيارات الممكنة لمرضى السكري.

ثالثاً: الموز المجفف.. السعرات الزائدة والسكريات المضافة
تؤكد أخصائية التغذية أن الموز المجفف من الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مرضى السكري تماماً، إذ يتم عادةً قليه أو تغليفه بالسكر أثناء التحضير، مما يضاعف سعراته الحرارية ويقلل قيمته الغذائية.
وقالت غويال:
“الموز المجفف يفقد كثيراً من عناصره المفيدة أثناء التجفيف، ويصبح غنياً بالسعرات والسكريات الضارة، لذلك يُنصح مرضى السكري بالاكتفاء بتناول الموز الطازج باعتدال، فهو خيار أكثر أماناً ويحتوي على ألياف تساعد على إبطاء امتصاص السكر.”
نصائح عامة لمرضى السكري عند تناول الفواكه المجففة
1. اقرأ الملصق الغذائي دائماً، وتأكد من عدم احتواء المنتج على سكريات مضافة أو مواد حافظة.
2. اختر الفواكه المجففة الطبيعية غير المغلفة أو المحلاة.
3. تناول كميات صغيرة جداً (حفنة صغيرة تكفي)، ويفضّل دمجها مع المكسرات لخفض سرعة امتصاص السكر.
4. استشر الطبيب أو اختصاصي التغذية قبل إدخال أي نوع جديد إلى نظامك الغذائي.
في الختام، يؤكد خبراء التغذية أن الفواكه المجففة ليست ممنوعة تماماً على مرضى السكري، لكنها تحتاج إلى وعي واختيار دقيق، إذ قد تكون الكمية الصغيرة كافية لتزويد الجسم بالعناصر الغذائية دون التسبب بارتفاع حاد في السكر. أما الإفراط في تناولها، خاصة تلك المحلاة مثل التمر والتين والمانجو والموز المجفف، فقد يحوّل “الوجبة الصحية” إلى خطر صامت على صحة المريض.

