أحمد النجار- السابعة الإخبارية
مشهد لا يمكن رؤيته الإ في الأفلام، سفينة فضائية تحلق في سماء دبي، تصنع أعجوبة جديدة تضاف إلى وجهة الروائع التي تفاجىء بها القرية العالمية الملايين من ضيوفها عند بداية كل موسم، فلا يكف فريق الترفيه فيها عن إنتاج تجارب أكثر بهجة ومتعة ودهشة خارقة للمألوف، تجارب فريدة من نوعها تصنع ذكريات مختلفة لزوارها من مختلف ثقافات العالم لتصبح تلك السفينة الفضائية أيقونتها الجديدة في موسمها ال 27، والذي سيصبح معلماً مذهلاً في أفق القرية العالمية، ينقل ضيوفها من أرض الكرنفالات والبهجة إلى فضاء الأمنيات في رحلة مكوكية على متن منطاد الهيليوم” جلوبال فيلاج بيغ بالون” الذي يتسع لنحو 20 راكباً من جميع الأعمار، يحلق بهم على علو 200 قدم.
وبالطبع كانت أول تلك الرحلات استثنائية بصحبة مجموعة من أصحاب الهمم، للاستمتاع برؤية الأجواء الفرائحية النابضة ومعالمها المتعددة الثقافات من زاوية 360 درجة من السماء في لفتة جميلة تؤكد مجدداً بأن القرية العالمية مدينة لكل أفراد العائلة وصديقة وفية لأصحاب الهمم.
ربع قرن في ترفيه الملايين
الفرح ليس شعاراً في أرض الكرنفالات التي تنبض كل دقيقة، بل حقيقة أقرب إلى السحر، تتباهى به القرية العالمية التي تجمع الإنسان والأوطان في ساحة واحدة، مشيدة للسلام مساراً إبداعياً للتعايش، وتواصل رحلة التألق الحضاري منذ ربع قرن عبر صفحات موسمها ال 27، في ترفيه ملايين الشعوب على بساط الثقافة والتراث والفنون وتجارب التسوق العابر للحدود والقلوب.
أعظم أسلحة القوة الناعمة
فإذا كانت لدبي قوة ناعمة في الجذب السياحي والاقتصادي فإن القرية العالمية أعظم أسلحتها التي غزت بها أذهان الملايين، ودغدغت وجدان البشر في أرجاء المعمورة، وعلى مدى 27 موسماً سطرت فيها أروع الذكريات في حياة الكثيرين.
إلى ذلك، تمتلك عبقرية التجديد المستمرة بالقرية العالمية بدبي، خبرة 27 عاماً في إدارة سعادة ملايين العائلات عبر إدارة جدول فعاليات موسمي ضخم وحافل بالقيم الثقافية والتراثية والفنون الجميلة لبلدان قادمة من مختلف القارات، يحصد كل عام اعلى تنصيفات الامن والسلامة وأوسمة التميز العالمية، مع دأبها الدائم في توزيع البهجة بكميات هائلة في الهواء وصناعة الإبهار الساحر على شكل تجارب ثقافية تصدر الإمتاع والإبداع والإلهام لكل الثقافات.
بيت الترفيه في كوكب أخر
ويؤكد زوار استطلعت “السابعة الإخبارية” انطباعاتهم عن استثنائية هذا الموسم، بأن القرية العالمية حقيقة ترفيهية ثابتة وقصة شائقة لا تمل، ووصفها عامر الحسيني، زائر كويتي رفقة عائلته، بأنها “بيت الترفيه” لعائلات العالم، وأضاف:” لقد شهدت مراحل تطورها منذ انطلاقتها الأولى عام 1997 على ضفاف خور دبي مقابل بلدية دبي، لتصبح اليوم، صاحبة الريادة والرقم الترفيهي الصعب، والتقطت زوجته أم محمد الحديث:” وقالت:” عندما نأتي إلى دبي، ونزور القرية العالمية نشعر أننا خرجنا من المدينة إلى “كوكب أخر” حسب تعبيرها.
أعجوبة تسوق آسيوية
ورصدت عدسة “السابعة الإخبارية” خلال زيارات متتالية في هذا الموسم، قصص مصورة وابتسامات بالجملة لا يمكن صياغتها بالكلمات، تفاصيل كثيرة ومشاعر إيجابية تتألق ولحظات تتوهج وذكريات ترشفها الحواس، هنا القصة الكاملة لقرية الروائع والعجائب والغرائب التي أدارت مؤشر الزمن لألف مفاجأة وألف بهجة وألف صفقة وألف تجربة وألف نكهة وألف أمنية. هنا الموسم 27 الذي يقود شغف الملايين لاستكشاف بلدان عديدة من بين 27 جناحاً، بينهما جناحي قطر وعُمان اللذين أضفيا طابعاً جمالياً هذا العام، فضلاً عن شارع التسوق الجديد في “طريق آسيا”، الذي يضم 43 كشكاً من 13 دولة آسيوية.
كنوز من الغرائب والاسرار
ووثقت “السابعة” لقطات كثيرة خلال رحلة الغرائب والأسرار، قوافل عائلية تتدفق بشغف عبر أبواب القرية العالمية، شلالات بشرية هائلة تسافر عبر بوابة الزمن إلى عوالم دهشة ضوئية إلى الأمام، تترك حمولة همومها في الخارج، تسافر دون تأشيرة إلى جغرافيا متنوعة الأعراف ومتعددة الأعراق، فرجة ومتعة ثقافية وتغذية بصرية لمظاهر جمالية ومعالم حضارية تشهدها كل مواسم القرية، يجوب الزائر عوالم ومحطات ملونة بلا تذاكر سفر ولا تأشيرات عبور بدءً من الأهرامات والقلاع التاريخية في أوروبا الوسطى، وبلاد التنين، خوض مغامرات في غابات أفريقيا، وإلقاء التحية على المهراجا وتذوق ترانيم موسيقى السيتار، وعيش تجارب تسوق لأبرز منتجات الشعوب، تجد أفخر التمور السعودية والعسل الدوعني اليمني واقتناء الفخار والجنبية كتذكار، وتسوق ملابس جلدية باكستانية، والزعفران الإيراني، وتذوق الحلويات التركية، واختيار النكهات والوجبات الخفيفة الموزعة على العربات في شارع المطاعم أو السوق العائم على متن قوارب المائية، واقتناء التحف والمنسوجات اليدوية.
نفحات رمضانية بنكهات عالمية
ويعيش ضيوف القرية العالمية التي يطلق عليها مؤثرون وفنانون لقب “المحبوبة الموسمية” أجواء رمضانية زاخرة بتجارب جديدة لاستكشاف تقاليد الشعوب العربية والإسلامية في شهر رمضان الكريم، وستتزين أجنحتها بالفوانيس، لأجواء رمضانية بنكهات عالمية ونفحات عائلية.
وعلى ضوء إفادات رصدتها “السابعة الإخباربة” لزوار القرية الذين وصفوها ب “رواية عالمية” تحمل آلاف القصص اليومية، لا يمكن استكشافها بزيارة واحدة، حكايا وذكريات كثيرة يعيشها الزوار في تجارب جديدة مثل منطاد الهيليوم “جي في بيغ بالون”، و”بيت الرعب”، وساحة “ديغرز لاب”
وأمام نافوة الماء بوصفها أيقونة الموسم، وعروض جائلة تلهب الأنفاس، ومشاهد ترفع منسوب الإدرينالين داخل بيت الرعب، وعجائب أغرب من الخيال في أروقة متحف ريبليز المذهل، وأسرار وطقوس ونكهات الشاي بخصائصه العلاجية في جناح الصين.
مفاجآت وصفقات تصنع الذكريات
هنا القرية العالمية.. هنا يلتقي جمال التنوع الثقافي، وبانوراما التراث الإنساني، وعناق الشرق للغرب في أرض واحدة، بلاغة الاحتفاء وأناقة الترحيب، كرنفال يضج بألوان الفنون كل يوم، رائحة البخور تختلط بعبق اللحظة، وحكايات “الكرك” الذي أصبح رمزاً ضمن طقوس ضيافتها، ونفحات الموسيقى الجائلة، ضحكات الصغار تؤنس أجوائها، ولقطات سيلفي حاضرة بكل مكان، وعدسات الهواتف توثق ابتسامات بالجملة، الالاف من الجنسيات على اختلاف أعراقهم وألسنتهم تجمعهم لغة تعايش على بساط واحد، قوارب محملة بالمسرات ونافورة توزع أنغام سلام، ومطاعم عائمة في الماء، مظاهر فرائحية وملاحم جمالية وواحات للترفيه ومساحات خضراء للاسترخاء العائلي، وألعاب تؤرجح الأهواء، ونكهات ومذاقات عابرة للرغبات والأمزجة، وعناصر ضيافة فاخرة وخدمات صحية ووسائل راحة وقوافل كبيرة من المفاجآت وصفقات تصنع ذكريات جميلة.
متحف ثقافي مفتوح
وعبرت عائلات أن القرية العالمية تمثل بالنسبة لصغارهن وجهة خيالية تشبه عالم الرسوم المتحركة، ولم يتفاجئن بأن معالمها تتجدد كل عام بلباس فلكلوري وإسطوري، لا سيما بعد علمهن بأنه يتم هدمها بالكامل وتسويتها على الأرض ثم إعادة بناءها بداية كل موسم”. ووصفها اللبناني عماد عطية 12 عاماً، بأنها أكبر متحف ثقافي مفتوح في الهواء الطلق”، وقال المصري آدم مصطفى عشر سنوات، “إن القرية العالمية فكرة من أفلام الإنيمي وقصص الخيال العالمي”.
ملتقى إنساني للّم الشمل
لا يختلف اثنان أن القرية العالمية تغزل للثقافة ألف عنوان، فهي بوابة مفتوحة مشرعة للسلام، ومسرح يفرش للتسامح مليون ابتسامة، وعبرت عائلتين من سورية ضربتا موعداً للقاء أمام بوابة العالم بعد غياب دام 8 سنوات، ليصفها السوري حسن السباعي المقيم بالإمارات بأنها وجهة للمّ الشمل، وأضافت شقيقته أم يزن قادمة من برلين:” هنا اكتشفت رفاهية بلا حدود بل كرنفالاً للحياة، وأضافت:” أدهشتني خيارات التسوق والتذوق، وأذهلتني روائع الاستكشاف وعجائب الاختلاف في ثقافات الشعوب”.
مبادرات لصون التراث العالمي
وكانت نجمات الغناء مثل رحمة رياض ومريام فارس ونانسي عجرم ونجمة بوليوود نيها كاكار وغيرهن، اعتبرن بأن مسرح القرية يمنح نجوم الموسيقى والغناء تجربة استثنائية تختلف عن أجواء حفالاتهم الخاصة، و”فرصة ثمينة” لملاقاة الجماهير من مختلف جنسيات العالم”.
بينما اعتبر الباحث التراثي السعودي نايف العتيبي، إن القرية العالمية تدعم جهود منظمة اليونسكو بكونها تتبنى منذ افتتاحها عام 1997، مبادرات ثقافية تختصر الجغرافيا في متحف إنساني جامع للتراث العالمي”.
معالم من وحي أفلام الكارتون
هذا، واعتبر مبدعون رصدت “السابعة الإخبارية” آرائهم عن القرية العالمية، وصفها التشكيلي التونسي إبراهيم نابلسي، بأنها “كوكب سلام وأرض تعايش” تبدع أفكاراً للتسامح بين الشعوب، تبني جسوراً للتآلف والتعارف تجمع أطياف البشر بمختلف ثقافاتهم وأعراقهم على فطرتهم الأولى”.
وتقول عزيزة إسلام الدين، عازفة باكستانية مقيمة بالإمارات،” عندما أعبر من شارع الشيخ محمد بن زايد، أشعر بدهشة حين ألمح قلاعاً أسطورية مرسومة مثل أفلام الكارتون، وتضيف:” أمام قباب بوابتيها التي تخطفان الحواس، يتوقف مؤشر الزمن، فيبدأ العد العكسي للترفيه العابر للثقافات، فيركن الزوار همومهم عند مداخلها، لينتقلوا إلى زمن أخر، يحملهم بساط الشغف نحو وجهات توزع الروائع والعجائب بلا توقف”.
وطن كبير للسعادة
وحسب الشاعر فارس الحربي من السعودية، فإن القرية العالمية تستقبل ضيوفها بابتسامة وتودعهم بحمولة ذكريات مبهجة، فهي وطن حاضن للسعادة الإنسانية، تحرسها جيوش من صانعي الفرح الملّون، ومهندسي الإبهار والجمال المستدام الذي يؤثث جنة لرفاهية عائلية”.
وقالت زاهدة الضنحاني، إماراتية:” أزور محبوبتي الموسمية منذ عام 2002 عندما كنت طفلة، معتبرة بأنها نموذج مصغر للحياة في الإمارات، تعطي دروساً في فنون التآلف الثقافي وتصدر أروع القيم والأخلاق والتقاليد إلى شعوب الأرض كافة”.
العالم أسرة واحدة
وضمن السياق، حرص مؤثرون خليجيون نشر صورهم ضمن خاصية “الاستوري” في منصات اجتماعية، مع نجومهم المفضلين ضمن جدول موسيقي مزدحم على مسرح القرية العالمية تضمن 400 فنان من 40 دولة، وأكثر من 200 عرض في كل ليلة من الموسم، أبرزهم النجمة بلقيس حفل نجوى كرم وماجد المهندس وديميتري فيغاس وعاطف سليم وفرقة ميامي وبلاك كوفي وكانديلايت وغيرهم.
استديو مفتوح للإبداع
ولا يشكك اثنان في عالمية القرية التي أصبحت بيئة تشجعية على الإبداع وفضاءً حرّاً للإلهام وتوليد الأفكار، بوصفها استديو فني مفتوح للتصوير، حيث تنافس مصورون عالميون في اصطياد لقطات خاطفة تجسد قيما جميلة تعكس ثقافة التسامح الذي يجمع 200 جنسية على أرض الإمارات، بينما اعتبر مصممون ديكور بأن تصاميم الأجنحة التي تتغير من موسم لأخر بأنها أيقونات متحفية ومجسمات أثرية تقدم أفكاراً ملهمة مستوحاة من نفحات التراث الإنساني”.
فلسفة مستدام وتخطيط بإدارة مبدعة
تخطيط سعادة وسلامة الملايين، ليست مهمة سهلة، ففي داخل مبنى القبة الزرقاء، جنود خفيون يعملون وراء كواليس القرية، منذ 27 عاماً من انطلاقتها، هناك رؤية تتجدد كل موسم في صياغة تجارب رفاهية تغزو الثقافة الإنسانية، وإدارة ذكية تواكب متغيرات الأذواق، تجري دراسة الأمزجة بما يتناغم مع ثقافات العالم، ضمن فلسفة مستدامة، ترفع شعاراً ترفيهياً “حياكك أنتم ضيوفنا.. نحن هنا لإسعادكم”.
رصدت “السابعة الإخبارية” قصصاً وخواطر وذكريات مئات المؤثرين من مختلف أجناس وأعراق العالم، بأكثر من 10 لغات، ولم يخف الكندي إستون دريكلن إنبهاره للمرة الثانية بزيارة القرية العالمية، “لقد تفوقت القرية العالمية لعامين متتاليين على مدينة ملاهي ووندر لاند الكندية الواقعة في مدينة أوجان أونتاريو، من حيث عدد الزوار، ما يفسر إن القرية العالمية كانت أسرع وجهة ترفيهية تجذب آلاف العائلات من أصقاع الأرض”.
كوكب نابض داخل مدينة
وتفاجأ الزوجان الكوريان جون سو، وأون نميغا، اللذان يزوران القرية للمرة الأولى، بمساحتها الهائلة وتصاميمها الأيقونية، وقالا إنهما كانا يعتقدان إن ملاهي «لوت وورلد» المغطاة في سول بكوريا الجنوبية، التي يقصدها 7 ملايين زائر سنوياً هي الأضخم والأكثر إبهاراً، إلا إنهما غيرا نظرتهما عند مشاهدة “عالم جديد” داخل مدينة ترفيهية تحتضن أغرب مشروع ثقافي رائد في العالم”.
فيما اعتبرت آندريا فيلاسكو، إسبانية، أن قرية دبي العالمية، التي تم افتتاحها في عام 1997 أي بعد عامين من افتتاح مدينة «ملاهي بورت أفينتورا» الإسبانية، قد سبقت الأخيرة بأشواط من الترفيه واستقطاب أضعاف عدد زاورها”.
مدينة فضائية بنظام تعايش وقوانين سلام
لا يشك الرسام الصيني مو تشو، إن القرية العالمية، تذكره ب «ملاهي إبكوت» في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية التي تلقب ب “سفينة فضاء على الأرض”، معتبراً إن القرية نموذج هندسي إبداعي لمدينة فضائية، حيث يعتقد موتشو إن بناء مدن في الفضاء ستكون مهمة شاقة خاصة بعدما كشف علماء الفضاء أن البشر سيتمكنوا من الاقامة الدائمة في الفضاء بحلول عام 2100، وهذا ما يدل على إن إدارة القرية العالمية قادرة أن تبني قرية ترفيه مماثلة في الفضاء لامتلاكها الرؤية والنظرة المستقبلية في تصميم عالم مواز يصنع سعادة حقيقية وينتج نظام تعايش بدستور محبة وقوانين سلام”.