الفضاء – السابعة الإخبارية
يزداد تعقيد الكون الذي نعيش فيه يوماً بعد يوم، فمع اكتشاف كوكب WASP-104b الجديد، نجد أنفسنا أمام لغز غامض يتمثّل في هذا العالم الكبير، الذي يُعتبر أحد أكثر الكواكب الغامضة سواداً.
تمّ اكتشاف هذا الكوكب الغازي الضّخم الذي يبلغ حجمه مثل كوكب المشتري، ووُصف بأنه “أسود مثل الفحم”، إذ يُفترض أنه يبتلع ما يصل إلى 99% من الضّوء الذي يصل إليه من النّجم المجاور.
استخدم العلماء طريقة المرور لتخمين مظهر الكوكب المظلم، حيث يتمّ قياس تضاؤل إضاءة النّجم البعيد عند مرور الكوكب أمامه.
قال توم موكنيك، باحث في جامعة كيل، لمجلّة New Scientist: “هذا الكوكب يتواجد ضمن قائمة الكواكب الأكثر سواداً التي استطعت العثور عليها في المراجع العلميّة، أعتقد أنّه ضمن أفضل الثلاثة”.
يعتبر الكوكب مقيّداً جزئيّاً بالنّسبة للجاذبيّة، ممّا يعني أنّ إحدى وجهاته تواجه دائماً الشمس، في حين يواجه الجانب الآخر العكس. ويؤدي ذلك إلى تقسيم الكوكب بين جانب يعيش في نهار دائم وآخر في ليل دائم.
وبالنسبة لجانب النهار من الكوكب، يعتقد العلماء أنه يظهر بهذا الشكل المظلم لأنه على الأرجح غير مناسب لتكوين الجليد والغيوم – التي تعكس الإشعاع النجمي وتزيد من سطوع الكوكب.
رغم ذلك، لا يعتبر WASP-104b هو الكوكب الأكثر سواداً على الإطلاق، حيث لا يزال هذا اللّقب محفوظاً لكوكب TrES-2b الذي تمّ اكتشافه لأوّل مرّة في عام 2011.
قال عالم الفلك ديفيد كيبينغ في ذلك الوقت: “يعتبر TrES-2b أقلّ انعكاسية من الدّهان الأكريليك الأسود، لذا فهو عالم فعلاً غريب”.
تُذكّرنا اكتشافات مثل هذه بمدى صغر كوكب الأرض مقارنةً بباقي الكون، وبكميّات البحوث التي لا تزال تنتظرنا لنكتشف المزيد عن الفضاء الواسع المحيط بنا.