حوادث – السابعة الإخبارية
بعد سلسلة الفيضانات والسيول والإعصارات المدمرة التي طالت عدة مدن في ليبيا, يتخوف علماء الآثار في ليبيا من خطر الانهيار المحدق بموقع “قورينا” الإغريقي الأثري القديم في ليبيا.
ويتحدث فنسان ميشال, رئيس البعثة الأثرية الفرنسية في ليبيا, في تصريح لوكالة فرانس برس أن الموقع “ضخم وأكبر مستعمرة يونانية”، مشيراً إلى أنه “مدينة بُنيت بين نهاية القرن السابع وبداية القرن السادس قبل الميلاد”, لكن مع ما ضرب البلاد الأسبوع الفائت بات الخطر قريب.
الموقع مغموراً بالمياه
من جهة أخرى, أفادت كلوديا غازيني, المتخصصة بالشؤون الليبية في “مجموعة الأزمات الدولية”, التي زارت قورينا في الأيام الأخيرة، بأن الموقع لا يزال مغموراً بالمياه إلى حد كبير, وقد تعرض لانهيارات عدة بفعل إعصار دانيال.
وأضافت غازيني في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بنغازي، بأن “طريقاً انحدارية، هي شارع الوادي، تصطف على جانبيها أسوار قديمة، كانت تربط الجزء العلوي من الموقع بالجزء السفلي، وتتدفق عبرها مياه الأمطار، لكنّ كتلاً من الحجارة سقطت، مما أدى إلى منع تدفق المياه”.
مياه قذرة مجهولة المصدر في الموقع
كما كشفت غازيني عن وجود مياه قذرة تخرج من الأرض وسط الآثار بشكل متواصل في الجزء السفلي من الموقع, ولفتت إلى أن أهالي المنطقة ومسؤولًا من دائرة الآثار المحلية موجودون في الموقع ويجهلون تماماً مصدر هذه المياه.
نافورة أبولو تتحول لحوض استحمام كبير
ولم يقتصر الأمر على ذلك, بل أن الأسوأ, هو أن “نافورة أبولو”، وهي عبارة عن بركة طبيعية محفورة في كهف تجمع مياه الينابيع الصافية، “تحولت إلى حوض استحمام كبير”، بحسب غازيني التي التقطت صوراً ومقاطع فيديو للموقع.
وتؤكد أن كل ذلك كان بسبب “خمس ساعات من الأمطار الغزيرة التي هطلت على الموقع وقرية شحات المجاورة”، ليلة 10 و11 من أيلول/سبتمبر الحالي، كاشفة عن مخاوفها بشأن وضعية المسرح اليوناني حيث انهارت كتل كبيرة وسطه.
قورينا شحات على لائحة التراث العالمي
وصنف موقع قورينا الإغريقي الأثري منذ العام 2016 من اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، وجاء سكان المدينة الأُوَل من ثيرا، اي جزيرة سانتوريني الحالية، واستقروا فيها لأن أرضها خصبة ومياهها وفيرة.
وأدرجت منظمة اليونسكو مدينة شحات الأثرية وأربعة مواقع ليبية أخرى على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر في تموز/يوليو 2016، بسبب الأضرار التي لحقت بها والتهديدات الكثيرة المحيطة بها، وأشارت المنظمة آنذاك إلى أن ليبيا لا تزال تعاني من “عدم الاستقرار” الذي يجعل هذه المواقع في دائرة “التهديد الأمني” و”التعديات البشرية”.
الآثار لا تزال قائمة حتى الآن
وتوضح غازيني أن “الجدار المحيط قد ينهار ويزيل جزءًا كبيرًا من الموقع الاثري إذا استمر تسرب المياه وظلت المياه متراكمة في الموقع”.
ويلاحظ فِنسان ميشال، الذي يعرف الموقع جيدًا وتمكّن من تحليل صور للمكان بعد الفيضانات، أن “لا دمار كبيراً في قورينا في الوقت الراهن، ولا تزال الآثار قائمة”.
لكنه في نفس الوقت, يبدي تخوفه من “سيول المياه والتراب والحجارة التي قطعت الطرق، وخصوصاً الطريق الملكية، منبّها إلى أن “الضرر الرئيسي آتٍ لأن المياه انتشرت على نطاق واسع وأضعفت أساسات الآثار”, حسبما نقلت فرانس برس, ويضيف “الآثار معرضة للانهيار بسبب عدم وجود أساسات قوية”.
وتشمل مدينة قورينا “واحداً من أعظم المعابد في العصور القديمة، وهو معبد زيوس الأكبر من معبد البارثينون في أثينا”، على ما يؤكده الخبير في اتصال هاتفي مع فرانس برس من فرنسا.
كذلك تمثل المقبرة الضخمة الواقعة شمال الموقع، مصدر قلق آخر، إذ تتلقى “مئات الأمتار المكعبة من المياه، كان من الممكن أن تؤدي إلى إزاحة المقبرة وغمرها بالماء”.
وأعرب عن مخاوفه خصوصاً حيال خطر النهب من هذا الموقع الاستثنائي حيث تم العثور على “صور جنائزية من العصر الروماني وتماثيل صغيرة لآلهة يونانية فريدة” خلال عمليات التنقيب الأخيرة.
مصلحة الآثار الليبية في حالة استنفار
يشار إلى أن مصلحة الآثار الليبية “في حالة استنفار كبيرة” وطلبت المساعدة من البعثة الأثرية الإيطالية في قورينا ومن الفرق الفرنسية في أبولونيا الميناء الأثري القديم لقورينا.
ويدعو إلى التعاون “مع السلطات المحلية بالتنسيق مع اليونسكو لتحديد أبرز مواطن الضعف في الآثار” واستعادة دوران المياه و”المشاركة في تدعيم الآثار”.
– لوضع اسم مؤسستك أو شركتك ضمن المقال يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي:
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: